فجع الوسط الإعلامي بنبأ رحيل الممثل القدير فهد الحيان «1971-2023»، والذي وافته المنية بسكتة قلبية فجر أمس الاثنين أثر سكتة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز الثانية والخمسين عاماً. وبرحيله يفقد الوسط الفني بالمملكة نجماً لامعاً قدم خلال مسيرته المميزة عددا من الأعمال الفنية، وعلامة فارقة في مسيرة الدراما السعودية خلال عقدين ماضيين. وكان فهد الحيان قد بزغ نجمه في العام «1994» بشكل لافت بعد أن قدم كركترات فنية مختلفة عن السائد، هذه الفترة شهدت، تغيرات جذرية في الدراما السعودية، لتأخذ منحى التطور في الطرح والفكرة والإنتاج، إضافة إلى بروز العديد من الأسماء في الوسط الإنتاجي، ما ساهم في ثراء الفن السعودي. نقطة البداية مع الراحل الحيان، عندما تقدم إلى جمعية الثقافة والفنون في العاصمة الرياض، كممثل كوميدي مميز يرسم البسمة على شفاه من يستمتع بمشاهدته لتكون محطة «القبعة الثمنة»، والتي كانت في نفس العام عقب إنتاج «طاش ما طاش» الثالث، ليعد من أوائل الممثلين السعوديين في طاش وما تبعه من أجزاء متتالية. هكذا كانت بدايات فهد الحيان، الذي جاء في زمن يتوقع أنه سيكون على سُدة قيادات الدراما السعودية. حيث لم تكن هذه الشخصيات المتعددة يغلب عليها الطابع الكوميدي البحت، إنما كان للحيان فرصة الإبداع وتقديم هذه الكركترات بشكل أخاذ، «ليتشعّبط» من خلالها في وجدانيات الناس. الحيان «رحمه الله» مرّ في عقدين متتالين، رسخت في وجدان الخليجيين، منها «هزار» الذي شكل مفترق طريق في مسيرته وأيقونة الأطفال الساحرة في منتصف التسعينات وأنشودته المعروفة «خروفي خروفي لابس بدله صوفي»، هذا الكركتر جاء للخلود، حيث كانت تلك النظارة الدائرية في شخصية هزار الهزلية والممتعة. بلور هذه الفكرة عبدالله السدحان، ليقتنع الحيان بنظرة السدحان وينطلق في أولى المشاهد «هزار» التي مازالت تأخذ صدى واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشخصية «مصطفى»، التي عكف عليها سنوات لتصبح واحدة من أجمل الكركترات الكوميدية في المملكة، لازم الحيان رفقاء دربه عبدالله السدحان وناصر القصبي، «الجمس الأزرق» وتلك الذاكرة المنعشة، والحضور الكوميدي. ظهر الحيان في آخر حوار تلفزيوني يتحدث عن «طاش العودة» الذي لم يحالفه الحظ في رمضان الماضي، وأن عدم مشاركته، كانت لسوء الفهم، والتقليل من حضوري عبر «طاش ماطاش» القديم، كان عاتبا على من «سفه» بالتاريخ. ثلاث حلقات لا يعتقد أنها كافية بعد هذا الغياب، الذي يتذكرون فيه مشاهد «الجمس الأزرق و»كشتة» العائلة. الحيان الذي واجه صعوبات ومعوقات في مسيرته، تحديدا في منتصف الألفية الأولى عندما أسس شركة إنتاج ليستقل بذاته فنيا وينتج مسلسل غشمشم في العام «2007» عبر قناة دبي الفضائية، مقدما نفسه في ستة أجزاء، لم يكن هذا تاريخ الحيان، هناك «أبو العصافير» مع خالد سامي، و»هشتقة» و»منا وفينا» و»أمثال ولكن»، و»غشمشم» وغيرها، وهذا الأخير كان في كوميديا اجتماعية حققت انتشارا واسعا، أثمر نجاحه في تكملة المسيرة لسنوات عدّة. عقدان من الزمن استطاع أن يخطف الأنظار بخفة ظلة، لكنه وبشكل مفاجئ، يعلن اعتزاله في العام «2014» بعد أن واجه العديد من الإهمال في الوسط الفني، لنعيد ذكريات «بدر الدجى، القعدة، ومصطفى، وأبو حنيش، ورشيد بن حويرش» وشخصيات أخرى، ليعود مرّة أخرى مع عبدالله السدحان في مسلسل «منا وفينا» عام 2015. ويستمر هذا العطاء أيضا في برنامج «الحصن» العالمي، ذو النسخة السعودية، ليرافق الممثل المصري محمد هنيدي ضمن مبادرات الهيئة العامة للترفيه في عام «2019». ظهر أيضا بشخصية هزار» ومشاركة خفيفة الظل، لكن آخر ظهور للحيان، كان مهرجان «صناع الترفيه» الذي أقامته هيئة الترفيه في بوليفارد رياض سيتي في يناير الماضي، والتي تعتبر آخر مناسبة فنية يحضرها. وفي صباح أول أمس الاثنين «15 مايو» ترجل صاحب الابتسامة الجميلة بعد «29» عاما قضاها في الساحة الفنية، مستذكرا جمهوره ومحبيه أكثر من «18» عملا شارك فيها وقصص من الذكريات أصبحت عالقة في الأذهان ولحظات خالدة في ذاكرتنا.