أطلقت الدفاعات الجوية الأوكرانية قبيل فجر الثلاثاء لصد هجوم "معقّد" جديد بمسيّرات وصواريخ على كييف، غداة عودة الرئيس فولوديمير زيلينسكي من جولة في أوروبا. وأفادت السلطة العسكرية في كييف في بيان على تلغرام "شن العدو هجوما معقدا من اتجاهات عدّة وبشكل متزامن باستخدام مسيرات وصواريخ كروز وربما صواريخ بالستية". وأضاف البيان "كان (الهجوم) استثنائيا في كثافته أُطلق خلاله حد أقصى من الصواريخ في فترة قصيرة جدا. وبحسب المعلومات الأولى، رصدت الغالبية العظمى من الأهداف المعادية في سماء كييف ودمّرت!". في وقت لاحق، أكّدت أوكرانيا أنها أسقطت ستة صواريخ روسية فرط صوتية من طراز كينجال في الهجوم الليلي، وهو نوع من الأسلحة التي يصعب اعتراضها، على ما أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف. وكتب ريزنيكوف على تويتر "إنجاز رائع آخر لسلاح الجو الأوكراني! الليلة الماضية، أسقط المدافعون عن سمائنا ستة صواريخ روسية فرط صوتية من طراز كينجال و12 صاروخا آخر". وقبيل ذلك، أفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تلغرام أن الدفاعات الجوية في المدينة فُعِّلت وأشار إلى حطام مسيّرة وبقايا صاروخ في منطقة دارنيتسكي في جنوبالمدينة، مضيفًا "أصيب ثلاثة أشخاص في منطقة سولوميانسكي". وتعهّدت الحكومة البريطانية إمداد كييف ب"مئات" الصواريخ الدفاعية أرض-جو "في الأشهر المقبلة"، والمسيّرات الهجومية البعيدة المدى (200 كيلومتر). وتضاف هذه المعدّات إلى صواريخ كروز من طراز "ستورم شادو" تعهّدت بريطانيا الأسبوع الماضي تسليمها لكييف، لتكون الأولى التي تطلبها أوكرانيا منذ أشهر لضرب أهداف بعيدة عن خط المواجهة. وأكّد الجيش الروسي الإثنين أنّه أسقط صاروخا من هذا النوع. وحذّر الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف من أنّ زيادة المساعدات البريطانية ستتسبّب في "مزيد من الدمار" لكن "لن يكون لها تأثير كبير على مسار" الصراع. لكن سوناك أكد أن المساعدة البريطانية طويلة المدى مشيرا إلى أن لندن ستؤدي "دورا رئيسيا" في "التحالف" الذي تسعى كييف اليه لتسليمها طائرات مقاتلة. وقال زيلينسكي "أظن أن ذلك سيحصل في القريب العاجل، وستعلمون بقرارات أعتقد أنها مهمة للغاية"، مضيفا أنه "متفائل للغاية". ولم يتلقَّ زيلينسكي ردا من قادة إيطاليا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا على طلبه الملحّ الحصول على طائرات مقاتلة، فيما بدأت سلوفاكيا وبولندا تسليم أوكرانيا مقاتلات ميغ-29 في أواخر مارس ومطلع أبريل على التوالي. على الصعيد الدبلوماسي، تجتمع الدول الأعضاء ال46 في مجلس أوروبا بعد ظهر الثلاثاء في ايسلندا لتأكيد وحدة الصف في وجه موسكو. ويهدف هذا الاجتماع، وهو الرابع فقط للمنظمة الأوروبية التي أنشئت قبل 75 عاما، إلى زيادة السبل التي تحمّل روسيا المسؤولية الجنائية عن الدمار والجرائم التي سببها غزوها لأوكرانيا. ودعي الرئيس الأوكراني إلى المشاركة في هذه القمة لكن من غير المعروف ما إذا كان سيقوم بالرحلة إلى ريكيافيك عقب جولته الأوروبية. من جهة ثانية، يزور الموفد الصيني لي هوي الممثل الخاص للشؤون الأوراسية المكلف مناقشة تسوية للنزاع في أوكرانيا، كييف يومي الثلاثاء والأربعاء، على ما أفاد مسؤول أوكراني رفيع المستوى وكالة فرانس برس. ويزور لي وارسو الجمعة في إطار هذه الجولة على ما ذكرت وزارة الخارجية البولندية الثلاثاء. ولم تصدر الصين علنا أي إدانة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وذلك خلافا لغالبية القوى الدولية العظمى.