بدأت معركة الأرقام مساء الأحد في تركيا بعد فرز أولى بطاقات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، بين الرئيس رجب طيب إردوغان الذي تفيد وسائل الإعلام الرسمية بتقدّمه ومنافسه كمال كيليتشدار أوغلو الذي يقول إنه من حصل حتى الآن على النسبة الأكبر من الأصوات. أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن إردوغان تصدّر مساء الاحد نتائج الانتخابات الرئاسية بعد فرز أكثر من 40 في المئة من بطاقات الاقتراع حاز إردوغان الذي يتولى الحكم منذ عشرين عاما، 52,4 في المئة من الأصوات مقابل 43,8 في المئة لمرشح المعارضة كيليتشدار أوغلو، فيما حصل المرشح الثالث في السباق سنان أوغان على حوالى 5 في المئة من الأصوات. إلا أن كيليتشدار أوغلو أعلن مساء الاحد أنه يتصدر النتائج متقدما على إردوغان، وكتب على تويتر "نحن في الصدارة"، رافضا الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الاناضول. بدوره، طلب رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي قد يعيّن نائبا للرئيس إذا فاز كيليتشدار أوغلو، من المواطنين عدم تصديق الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، وقال "نحن لا نصدق (وكالة) الأناضول بتاتا". من جهة ثانية، أظهرت أرقام محطة "هالك تي في" التلفزيونية المقربة من حزب الشعب الجمهوري مساء الأحد تقدما طفيفا لكيليتشدار أوغلو بنسبة 47,71 % مقابل 46,5 % لإردوغان. ومنذ فتح صناديق الاقتراع حتى الدقيقة الأخيرة عجّت المواقع المخصصة للتصويت بالناخبين الذين انتظروا أحيانا لساعات حتى يدلوا بدلائهم، ولم يكشف حتى الساعة عن نسبة الإقبال التي يبدو أنها كانت مرتفعة، وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرت الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين إردوغان وكيليتشدار أوغلو. وأعرب الرئيس التركي المنتهية ولايته الأحد عن أمله في أن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية "جيدة لمستقبل البلاد"، بدون أن يصدر تكهنات بشأن فوزه، وقال "من المهم أن يدلي جميع الناخبين بأصواتهم بدون قلق لإظهار قوة الديموقراطية التركية". من جهته، صرح كمال كيليتشدار أوغلو بعدما أدلى بصوته في الانتخابات في أنقرة إن بلاده "اشتاقت للديموقراطية"، وقال "اشتقنا جميعا للديموقراطية ونفتقد وقوفنا معا ومعانقتنا لبعضنا البعض"، مؤكدا "سترون الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله وسيستمر إلى الأبد". يبلغ عدد الناخبين المسجلين 64 مليون ناخب كان عليهم اختيار أعضاء برلمانهم أيضا في كل أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت يتمثل بنسب مشاركة تزيد على ثمانين في المئة.