بدأ الأتراك اليوم الأحد الإدلاء بأصواتهم في انتخابات حاسمة من المتوقع إما أن تنهي حكم الرئيس رجب طيب أردوغان وتوقف مسار حكومته أو تؤذن ببدء عقد جديد من حكمه. وستقرر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ليس فقط من سيقود تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة- وإنما ستحدد أيضا أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد وسط أزمة غلاء محتدمة فضلا عن شكل سياستها الخارجية. وتظهر استطلاعات الرأي تقدما طفيفا لكمال كليتشدار أوغلو منافس أردوغان الرئيسي الذي يقود تحالفا من ستة أحزاب معارضة، وأظهر استطلاعان يوم الجمعة أن نسبة تأييده تتجاوز مستوى 50 بالمئة اللازم لتحقيق فوز صريح. وما لم يتمكن أحدهما من الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات اليوم الأحد فستُجرى جولة إعادة في 28 مايو أيار. وستغلق مراكز الاقتراع في الانتخابات -التي تجري أيضا لاختيار برلمان جديد- أبوابها في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت جرينتش)، ويحظر القانون التركي نشر أي نتائج قبل التاسعة مساء. ومن المتوقع أن تتوافر بحلول ساعة متأخرة من مساء اليوم مؤشرات واضحة حول ما إذا كانت ستجري جولة إعادة. وصافح أروغان مسؤولي الانتخابات لدى إدلائه بصوته في إسطنبول وتحدث مع مراسل لمحطة تلفزيونية في مركز الاقتراع، قائلاً: "نسأل الله مستقبلا أفضل لبلادنا وأمتنا والديمقراطية التركية". وأدلى كليتشدار أوغلو (74 عاما) بصوته في أنقرة، وقال لوسائل الإعلام "أعبر عن حبي العميق واحترامي لكل المواطنين الذين يذهبون إلى صندوق الاقتراع ويدلون بأصواتهم، جميعنا نفتقد الديمقراطية كثيرا". وسيكون السباق في الانتخابات البرلمانية متقاربا بين تحالف الشعب، المكون من حزب العدالة والتنمية المحافظ ذي التوجهات الإسلامية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية القومي وغيرهما، وبين تحالف الأمة بقيادة كليتشدار أوغلو المؤلف من ستة أحزاب معارضة من بينها حزبه الشعب الجمهوري العلماني الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. وتراقب الانتخابات بعثة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقالت إنها ستصدر بيانا بملاحظاتها الأولية غدا الاثنين.