نحن أمام حالة من تطور مشهد الحركة الموسيقية السعودية، حالة ستختصر الكثير من الوقت والجهد؛ لمواكبة مستهدفات رؤية 2030 الطموحة، التي ستركز على دعم الإبداع والابتكار ورعاية الموهوبين في جميع المجالات، وتعزيز مكانة بلادنا كمركز لاحتضان الفنون والآداب والإبداع، باعتبارها الوجهة الأولى للفنانين والمبدعين العرب.. لست موسيقيًا أو خبيرًا بالمعنى الفني الاختصاصي في أحد مجالات الموسيقى، وأقصى الدرجات التي أبرع فيها هي "الدندنة" بيني وبين نفسي، إلا أني رغم ذلك مهتم كصحافي بحركة الصناعة الموسيقية التي تشهدها السعودية اليوم على أكثر من محور، وأستعير هنا بعض المهام النوعية التي تعمل عليها "هيئة الموسيقى"، ومن ذلك: المساهمة في تمكين الجميع من الحصول على فرصة تعلم الموسيقى، واكتشاف وتنمية وتمكين المواهب الموسيقية، وتطوير الهوية الثقافية الموسيقية للمملكة ونشرها إقليميًا وعالميًا والتأكيد على مكانتها القيادية لإدراج الوعي الثقافي الموسيقي ضمن متطلبات جودة الحياة. أتصور أن أحد المرتكزات الرئيسة التي ستعمل فعليًا على بناء "الصناعة الموسيقية" السعودية، هو التوجه نحو تنمية المواهب الشابة القادرة على خوض هذا المجال، ورسم مستقبلها الموسيقي بشكل علمي ومنهجي مدروس، وعلى أيدي المتخصصين من الخبراء النوعيين المشهود لهم بالمعرفة التطبيقية في مختلف الأنماط الموسيقية. ما دفعني لكتابة هذا السطور، هو المبادرة الجديدة على الوسط الموسيقي الوطني، التي أطلقها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، معالي الأستاذ تركي آل الشيخ، وبرعاية من هيئة الموسيقى وإستوديوهات مرواس العالمية؛ والتي تهدف إلى استقطاب المواهب الشابة في مجال الموسيقى وتدريبهم على يد أبرز صناع الموسيقى في العالم العربي، لتكوين جيل سعودي واعد من المبدعين في جميع فنون الموسيقى. إقامة ورش عمل تعليم الموسيقى، لن تسهم فقط في تعلم مواهبنا الوطنية من الجنسين العزف على جميع أنواع الآلات الموسيقية، بل تتيح لهم أيضًا الفرصة لصقل مواهبهم بالعلم والمعرفة والتجربة، والاحتكاك بكبار العازفين والمتخصصين في الموسيقى بالعالم العربي، وهي المرة الأولى التي نشهد فيها عقد مثل هذه الورش النوعية الضخمة في المملكة العربية السعودية، والتي استقبلت منذ انطلاقها الرسمي الكثير من السعوديين والسعوديات الراغبين في تعلم فنون العزف، والانتماء إلى عالم الموسيقى. مع هذا النوع من المبادرات، فإننا أمام حالة من تطور مشهد الحركة الموسيقية السعودية، والذي سيختصر الكثير من الوقت والجهد؛ لمواكبة مستهدفات رؤية 2030 الطموحة، التي ستركز على دعم الإبداع والابتكار ورعاية الموهوبين في جميع المجالات، وتعزيز مكانة بلادنا كمركز لاحتضان الفنون والآداب والإبداع، باعتبارها الوجهة الأولى للفنانين والمبدعين العرب. أوصي جميع من لديهم رغبة جادة في التطور، المسارعة في التسجيل؛ لتنمية قدرتهم على الإبداع والعطاء والتميز في عالم الموسيقى، والتعامل مع آلات العزف المختلفة، على أيدي مختصين محترفين في التوزيع الموسيقي، والعزف على أهم الآلات، وهندسة الصوت، وقيادة الفرق الموسيقية. بعد الاطلاع على كتيب ورش عمل تعليم الموسيقي وتفاصيله التعليمية، نُدرك بما لا يدع مجالًا للشك من أن قائمة معلمي الخطة التعليمية تم اختيارها بعناية فائقة، فجميعهم من دون استثناء خبرات في مجالها الموسيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما يُعطينا مؤشرات من أن المخرجات ستسهم في إحداث ثورة إبداعية موسيقية ستتجاوز الحدود الوطنية إلى ما هو أبعد من ذلك.. دمتم بخير.