تعد المخدرات من الأزمات الكبرى والشائعة دولياً، بسبب تأثيرها على حياة الشعوب، وتهديدها حياة المجتمعات بشكل مباشر. تسعى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات "نبراس" ممثلة بالأمانة العامة إلى الحد من مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي ووقائي رافض لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، ويأتي تفعيل دور الجهات ذات العلاقة من أجل تمكين المجتمع من المشاركة في جهود الوقاية والمكافحة. إلى ذلك، قامت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتحذير من مادة الشبو وتعريفها بأنه من أخطر أنواع المواد المخدرة التي تمنع متعاطيها من السيطرة والتحكم في تصرفاته، وأنها مادة كيميائية لها نتائج مدمرة للجهاز العصبي المركزي للإنسان وهو العقل، بالإضافة إلى الجهاز المناعي، ومن الاعراض التي تصيب متعاطيها من ناحية الاعراض النفسية "السلوك العدواني، الشعور بالقلق، فقدان القدرة العقلية، الاكتئاب الشديد، الهلوسة السمعية والبصرية"، ومن ناحية الاعراض الجسدية "الشعور بالإعياء، الصداع المزمن، تقرحات الجلد، فقدان الوزن، تسوس الأسنان الشديد". وفي هذا الشأن ذكرت المحامية ميسار الجيلاني: بأن مادة "الميثامفيتامين" لها عدة مسميات يشتهر بها مثل الشبو أو الايس أو كريستال الميث أو السبيد أو جلاس وتعد هذه المادة من أقوى وأخطر المنشطات والمنبهات التي أصبحت الاكثر شيوعاً بين الشباب وأصبح البعض يستخدمها وبشكل كبير جداً وان هذه المادة قد تأتي على شكل مسحوق أبيض أو حبوب أو على شكل بلورات وهي الأسرع قتلاً والأسرع إدماناً. وتقول الجيلاني: تم تعريف مادة الشبو "ميثامفيتامين" بحسب المصادر بأنها عبارة عن مركب كيميائي وهو عقار تخليقي مشتق من المركب الكيمائي "الامفيتامين"، وتتشكل مادة الشبو "ميثامفيتامين" بشكل بلوري زجاجي عديم الرائحة واللون ومن الممكن تعاطيه عن طريق شمه أو حقنه أو تدخينه أو ابتلاعه، ويعد أحد المنشطات "المنبهات" العصبية شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي لدى الإنسان حيث تعمل على أمرين أولاً إيهام الشخص بالشعور بالطاقة الزائدة والثقة والسعادة والنشوة، وثانياً تتفاعل مع خلايا الجسم بشكل متسارع عن الوضع الطبيعي لهذه الخلايا من ممارسة مهامها بشكل طبيعي الأمر الذي يؤدي إلى إدمانها بشكل سريع. وتنوه الجيلاني: "يؤدي تعاطي مادة الشبو إلى ارتكاب أبشع الجرائم الوحشية، وهذا ما شهدناه في الآونة الأخيرة في مختلف بقاع العالم وفي البلاد العربية ما حصل في أحد الدول وهي من الجرائم التي أثارت ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي"، حيث أقدم شخص على قتل شخص وفصل رأسه عن جسده والتجول به في المدينة إثر مشادة بينهم، بالإضافة الى الكثير من الجرائم التي حصلت بسبب هذه المادة المخدرة الخطيرة التي لا يمكن أن نحصرها في مقالٍ واحد. بدوره أشار المستشار القانوني عبدالله المدني: يمكن للأشخاص الذين يستخدمون مخدر الشبو بشكل متكرر أن يصابوا بمشاكل جسدية كبيرة، بما في ذلك فقدان الوزن الشديد ونزلات البرد وتيبس العضلات ومشاكل القلب والكلى، وقلة النوم وصعوبة التركيز والاكتئاب، فضلًا عن السكتات الدماغية، وقد يبدو مدمنو الشبو أكبر سنًّا، وتصبح الأنشطة اليومية أقل متعة، فضلًا عن معاناتهم من تقلبات مزاجية سريعة والإصابة بالاكتئاب والتوتر بسهولة. ويتابع المدني: لا نبالغ إن قلنا ان الشبو من أشد وأخطر المخدرات على المجتمع والأكثر فتكا وتدميراً والأسرع إنهاء لحياة المتعاطي على الإطلاق، فالشبو يحوّل الشخص من كيان إنساني خلقه الله وكرمه إلى كيان عدواني مدمر. يلجأ الكثير من متعاطي مادة الشبو المخدرة إلى الكثير من الحجج غير الصحيحة مطلقاً، والتي يمكن عن طريقها إثبات لأنفسهم ما يكون لتلك المادة من آثار إيجابية، ومن تلك الحجج ما يقول به هؤلاء المدمنون ما يتولد لديهم من شعور يبدأ بمجرد تعاطي الشبو بزيادة الثقة في النفس والعزة والإحساس بفرط في الطاقة والروح الاجتماعية الغالبة على أمره في التصرفات غير المتزنة، بالإضافة إلى النشاط الحركي غير العادى، كما يؤكد هؤلاء أيضا على أن مادة الشبو تمكن من الاستمرار في الوُهَام في التفكير ويتسم باعتقاد ثابت خاطئ لا يتزعزع حتى لو اعتقد الاخرون من حوله خلاف ذلك. ويشير المدني: كما يمكن أن يبدأ إدمان المخدرات بالتعاطي التجريبي لمخدر ترفيهي في مواقف اجتماعية معينة، ويصبح الأمر أكثر اعتيادًا لدى بعض الأشخاص مع التكرار. بالنسبة لغيرهم من الأشخاص، وخاصةً مع مادة الشبو. وأوضح المستشار القانوني: انطلاقا من كون الانسان الطبيعي شخص اجتماعي، والمواد المخدرة التي تلعب دوراً في تغيير الحالة النفسية والتحكم في درجة الإدمان عند الإنسان تختلف من شخص لآخر، وعند سؤال المختصين النفسيين عن تقييم الادمان من الناحية النفسية قاموا بالإفادة: بأن المتعاطي في البداية يشعر بالمتعة، ولحظات المتعة هذه مع مرور الزمن تسبب المشاكل النفسية، حيث إنها تضعف إرادة الشخص، وتجعل العقل يتوقف عن القيام بوظائفه الطبيعية ومن هذه الأضرار النفسية بداية في الانكماش والابتعاد عن الحياة الاجتماعية والإهمال بالعناية الشخصية، مع بداية الشعور بالصعوبة في التأقلم فإن الشخص لا يستطيع الاستمرار في الحياة العملية والدراسية وهو الأمر الذي يؤدي به الى المزيد من الإخفاقات، كون هذه الآثار تعمل كسلسلة واحدة وتؤثر على نفسية المدمن دافعة إياه الى طريق واحد هو الفشل مهما كانت الفروق الشخصية بين المدمنين بالإضافة الى الفشل في الحياة العملية والأكاديمية، وعدم القدرة على السيطرة على مشاعر العنف والغضب كما يتسبب الادمان للمصابين به بالعديد من المشاكل القانونية نتيجة لدخول المدمنين في جدالات فارغة ونوبات العنف والغضب التي تصيبهم، مع النتائج التي توصلنا لها وتقييمنا لآثار الإدمان على الجانب الاجتماعي والحيوي للإنسان، الا ان الاثر الاكبر للإدمان يكون على الجانب النفسي، وهو الجانب الذي يسبب الضرر الاكبر للمدمنين ويؤثر على حياتهم. وفيما يخص العقوبات المقررة لجرائم المخدرات "ويدخل من ضمنها مادة الميثامفيتامين"، في المملكة والعقوبات مقدرة على حسب جسامتها وتقسم إلى عقوبات أصلية وعقوبات تكميلية حسب نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الصادر بمرسوم ملكي رقم م/39 بتاريخ 8/7/1426ه وقرار مجلس الوزراء رقم 152بتاريخ 12 /6/ 1426ه وما جاء به في المادة السابعة والثلاثون بالقتل تعزيراً لمن قام بتهريب المواد المخدرة او المؤثرات العقلية، وتلقي المواد المخدرة او المؤثرات العقلية من المهرب، جلباً أو استيراداً أو تصديراً أو صنعاً أو إنتاجاً أو تحويلاً أو استخراجاً أو زراعة أو تلقي مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية بقصد الترويج في غير الأحوال المرخص بها في في نظام مكافحة المخدرات، وترويج مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية للمرة الثانية بالبيع أو الإهداء أو التوزيع أو التسليم أو التسلم أو النقل بشرط صدور حكم سابق مثبت لإدانته بالترويج في المرة الأولى، يقول المدني: للمحكمة السلطة التقديرية وفقاً للبند الثاني من نفس المادة بأن تنزل عن عقوبة القتل إلى عقوبة السجن التي لا تقل عن خمس عشرة سنة، وبالجلد الذي لا يزيد على خمسين جلدة في كل دفعة، وبالغرامة التي لا تقل عن مئة ألف ريال، كما وضح نظام مكافحة المخدرات في نص المادة (42) الفقرة (1) بأنه لاتقام الدعوى بسبب تعاطي او استعمال المخدرات أو المؤثرات العقلية بحق مرتكب احد هذه الافعال اذا تقدم بنفسه او أحد اصوله أو فروعه أو زوجه أو أحد أقاربه طالباً علاجه ويشترط في ذلك تسليم ما بحوزة المتعاطي أو المدمن من مخدرات او مؤثرات عقلية إن وجدت او الارشاد الى مكانها. أطلقت "نبراس" مركز استشارات الإدمان في جميع مناطق المملكة على الرقم "1955" وعلى واتس أب 0552001955 من جميع مناطق المملكة، ويعمل المركز على خدمة الأسر التي يوجد لديها شخص مدمن، إلى جانب اتصالات متنوعة ما بين طلب حالات علاجية ونقل قسري، وما بين استشارات متنوعة تتم بسرية تامة. تعتبر برامج مركز استشارات الإدمان "1955"، ضمن برامج المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس"، ويحظى بمتابعة مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، من أجل تقديم خدمة أسرية إرشادية علاجية حول تعاطي المخدرات والإدمان، ويمكن للشخص الذي يرغب في الإدلاء بمعلومات عن الأشخاص الذين لهم نشاط في مجال المخدرات أن يختار إحدى الطرق التالية: الاتصال برقم بلاغات المديرية العامة لمكافحة المخدرات (995) أو عبر البريد الإلكتروني إرسال بريد إلكتروني على العنوان [email protected]: أو بأحد الأرقام التالية: (911) مكةالمكرمة والرياض والشرقية، (999) في بقية مناطق المملكة، كما أن جميع البلاغات تعالج بسرية تامة. ميسار الجيلاني عبدالله المدني