دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة عبر موقع تويتر ما وصفه بأنه "ليلة رعب روسية"، عقب وابل من الهجمات الصاروخية الروسية. وكتب زيلينسكي، بصورة منفصلة، عبر تطبيق تليغرام: "يواصل الغزاة إثبات أن الهدف الرئيسي لهذه الحرب هو الرعب والقضاء على الأوكرانيين، وكل ما هو أوكراني". وقال الرئيس: إن 10 مبان سكنية تعرضت للقصف بمدينة أومان، بمنطقة تشيركاسي، في وسط أوكرانيا، ولاحقاً نشر صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الدمار. وكتب عبر موقع تويتر "توفي سبعة أشخاص حتى الآن وهناك جرحى" إثر الدمار الذي لحق ببرج سكني. وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية أن عدد القتلى ارتفع إلى 15 شخصاً أمس الجمعة. وبحسب التقرير، جرى انتشال مزيد من الجثث من تحت أنقاض مبنى دُمِرَ جزئياً. وبحسب السلطات المحلية، هناك طفل من بين القتلى. ويعتقد أن 18 شخصاً أصيبوا بجروح ويتلقون العلاج في المستشفيات. وذكرت تقارير أن عمال الإغاثة يواصلون البحث عن مزيد من الأشخاص تحت الحطام. وأشارت السلطات إلى أن امرأة وطفلاً لقيا حتفهما خلال القصف الليلي في مدينة دنيبرو. وأضاف زيلينسكي: "يمكن إيقاف الشر الروسي عن طريق الأسلحة، إن المدافعين لدينا يقومون بذلك. ويمكن وقفه عن طريق العقوبات، لا بد من زيادة العقوبات الدولية". ويدعو الرئيس الأوكراني منذ وقت طويل إلى إرسال المزيد من الأسلحة وتشديد الإجراءات العقابية الدولية ضد روسيا وتحسين مراقبة القيود المفروضة على التصدير وتطبيقها. وأكد زيلينسكي أن هذه الهجمات تقترب بروسيا أكثر من الهزيمة في الحرب. ومن ناحية أخرى، تفاخرت وزارة الدفاع الروسية مجدداً بالضربات الصاروخية حيث كتبت عبر تليغرام أن الصواريخ "أصابت الهدف بسلام". وفي سياق متصل، قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجاريتا روبليس، الجمعة: إن أول ست دبابات قتالية إسبانية طراز ليوبارد، من إجمالي عشر، وصلت على متن سفينة شحن إلى ميناء بولندي. وأكدت روبليس في اجتماع مع نظيريها الألماني بوريس بيستوريوس، والفرنسي سيباستيان ليكورنو، في مدريد "من خلال الدفاع عن أوكرانيا، نحن لا ندافع فحسب عن سلامة أراضيها وسيادتها، ولكننا ندعم أيضاً الحق في الدفاع الذاتي الشرعي المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة". إلى ذلك قال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف أمس: إن كييف تنهي التحضيرات استعدادًا لهجوم مضاد على القوات الروسية وإنها مستعدة بدرجة كبيرة للمضي قدماً في الهجوم. وأضاف في إفادة صحفية عبر الإنترنت أنه بمجرد أن يتحسن الطقس ويتخذ القادة قرارهم "سنشن الهجوم". ولم يذكر موعداً لبدء الهجوم المضاد لكنه قال: "بشكل عام، نحن مستعدون بنسبة كبيرة". وتأمل كييف أن يغير هجومها المزمع ديناميكيات الحرب التي اندلعت منذ غزو روسياأوكرانيا قبل 14 شهراً. وتسيطر روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي. وقال الجيش الأوكراني في أحدث تقاريره اليومية عن الحرب: إن باخموت، وهي مدينة صغيرة في الشرق، لا تزال المحور الرئيسي للقتال. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج هذا الأسبوع: إن حلفاء وشركاء كييف الغربيين سلموا جميع المركبات القتالية التي تعهدوا بها إلى أوكرانيا. وقال ريزنيكوف: إن أوكرانيا تلقت الكثير من المعدات الحديثة، وإن التدريب على بعض المعدات الغربية مستمر. ويتدرب الآلاف من القوات الأوكرانية في الغرب على استخدام معدات عسكرية مختلفة في ساحة المعركة. من ناحية أخرى، أعلن مارات خوسنولين أحد نواب رئيس الوزراء الروسي الجمعة أنه زار مدينة باخموت المدمّرة في شرق أوكرانيا وتعهد أن تعيد موسكو بناءها. وقال خوسنولين على تلغرام: "لقد زرت أرتيموفسك" مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً "المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها. لدينا الخبرة اللازمة". وأضاف: "بمجرد أن يسمح الوضع بذلك سنبدأ العمل خطوة بخطوة". ترافقت رسالته مع شريط فيديو يظهر ساحة مغطاة بالركام يبدو أنها ساحة الحرية بوسط باخموت، بحسب المباني الظاهرة في الصور. لم يتسن لوكالة فرانس برس تأكيد هذه الزيارة من مصدر مستقل. إذا تأكدت فستكون أول زيارة لمسؤول روسي رفيع المستوى منذ بدء معركة باخموت الطويلة والمستمرة منذ الصيف الماضي. في السابق، كان خوسنولين مكلفاً من قبل الكرملين بالإشراف على إعادة بناء مدينة ماريوبول الساحلية (جنوب شرق) التي احتلتها روسيا في ربيع العام 2022 بعد أسابيع من حصار دموي ودمار هائل. تشهد مدينة باخموت التي كانت تعد نحو 70 ألف نسمة قبل النزاع، معارك رهيبة منذ أشهر. بسبب طول أمد المعركة والخسائر التي تكبدها الجانبان، أصبحت هذه المدينة رمزا للنزاع بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية. وتقدمت القوات الروسية في شمال باخموت وجنوبها في الأشهر الأخيرة وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية واستولت على الجزء الشرقي منها لكن بدون التمكن من تطويقها. في الأسابيع الماضية، تقدمت قوات مجموعة فاغنر المسلحة أيضاً في وسط المدينة خلال معارك كثيفة أثارت مجدداً التكهنات حول سقوط باخموت قريباً.