في السّابق من النّادر نشاهد من يُدخل كلمات إنجليزية في أي حديث أو مجال، الآن نجد حتى الصّغار يُدخلون بعض الإنجليزية أثناء أحاديثهم وطلباتهم من المطاعم وأثناء التسوّق، وتوسّعت الإنجليزية حتى أُدخلت منهجاً رسميًّا في الصفوف المبكرة في التعليم الحكومي العام، لذلك فهي مهمّة للتخاطب مع العالم وتعتبر لغة شبكة المعلومات الدوليّة، وحتى التقنية الحديثة جميع مصطلحاتها إنجليزية من الحاسب والهواتف الذكيّة والبريد الإلكتروني، والشركات العالمية لغة التواصل معها على الأغلب بالإنجليزية، ولكن هناك من يُعارض تدخيل الإنجليزية أثناء التحدث بالعربية وأن هذا التّصرف إهانة للغة القرآن وشيئاً من التحضّر المُصطنع، بل والبعض يسخر من الذي يتخاطب مع الكاشير والنادل باللغة الإنجليزية ويفضّل العربيّة المُكسّرة معه على الإنجليزية. وعلى النقيض الآخر هُناك من يشجّع على التخاطب بالإنجليزية حتى لا ينساها وتصبح من ضمن يومياته في العمل والتبضّع وحتى مع الأصدقاء، فمثلاً بدلاً من أن يدخل المطعم وينادي بالكلمة الشهيرة في المجتمع السعودي: يا محمد، يا صديق... إلخ if you please، ليس استصغاراً للهجة العاميّة الشوارعيّة أو احتقاراً للغة العربيّة ولكن حتى يتعلّم أكثر ولا ينسى ما تعلّمه من اللغة الإنجليزية. وبالمناسبة استقدمت سائقاً من شرق آسيا ومن ضمن شروطي التحدث باللغة الإنجليزية، ولكنّه أتاني لا يعرف إلا الأوردو، تعبت معه كثيراً حتى تعلّم الإنجليزية والعربيّة معاً، وما يُثير الجدل الآن بعض النقّاد من العامّة الذين ينتقدون من يسمّي بعض الأطعمة بالإنجليزية مثل فستق: pistachio حار: spicy، وكثيراً من تطوّر ملحوظ في ثقافة الشعب عن الأعوام السّابقة، ومن رأيي إن المقارنة بين الزمن الماضي وهذا الزمن ما هو إلا هراء، وإجحاف ومضيعة للوقت، فالإنسان يتعلّم حتى يفنى ويموت، والإنجليزية أصبحت أيضاً مطلوبة بطلاقة في أكثر الوظائف والدورات التدريبية والعروض التسويقيّة، ولكن لكي تتقن الإنجليزية لا بد من أن يكون نطقك صحيحاً فيها وأعتقد أنه يوجد كثير من المقاطع الصوتية وترجمة غوغل أيضاً تُفيد في كيفية النطق الصحيح للكلمة. وهناك مقولة تتردد دائماً على مسامعنا وهي (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم)، فلا إفراط ولا تفريط. لا بأس أن يخلط الشخص العربي حديثه ببعض المسميات الإنجليزية ويقوّي لغته ويُتقن النطق بها، أتذكر موقفاً طريفاً لأحدهم طلب طلباً من «المنيو»، وكان بالإنجليزية ولم يسأل ما مكوناته فتفاجأ أنّه سالمون بالعسل وهو لا يأكله وكان المطعم أسعاره مرتفعة؛ فقرّر أن يحفظ جميع أنواع الطّعام بالإنجليزية. والآن تعليم الإنجليزية أصبح بين يديك بضغطة زر، التطبيقات مليئة بتعليم الإنجليزية وبدون رسوم تُذكر، وهناك بعض الدورات برسوم زهيدة بدلاً من أن يضيع وقتك في ما لا يعنيك ومُراقبة من حولك، تعلّم الإنجليزية واعتد على التحدث بها في يومك.