تبلغ الإثارة والتشويق الذروة الخميس في مباريات إياب ربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في كرة القدم، في أمسية يسعى خلالها مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى تعويض "خيبة" ملعب أولدترافورد عندما يحل ضيفا على المتخصص إشبيلية الإسباني. وفشلت الفرق الثمانية في تحقيق نتائج مطمئنة في مباريات الذهاب الخميس الماضي وبالتالي سيستمر مسلسل التشويق حتى الثواني الأخيرة من مباريات الإياب لمعرفة هوية المتأهلين الأربعة إلى الدور نصف النهائي. عاش مانشستر يونايتد أمسية كارثية بتفريطه في فوز في المتناول عندما سقط في فخ التعادل أمام إشبيلية 2-2 بعدما تقدم بثنائية نظيفة، وحقق يوفنتوس الإيطالي فوزا بشق النفس على ضيفه سبورتينغ البرتغالي 1-صفر، وتغلب فينورد الهولندي على روما الإيطالي بالنتيجة ذاتها، فيما تعادل باير ليفركوزن الألماني مع ضيفه سان جيلواز البلجيكي 1-1.- على ملعب "رامون سانشيس بيسخوان" في إشبيلية، سيواصل مانشستر يونايتد سعيه لفك عقدته المستعصية أمام الفريق الأندلسي حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة (6)، وإن كانت المهمة صعبة في ظل الغيابات المؤثرة في صفوفه. كان يونايتد في طريقه إلى تحقيق فوز سهل وكبير عندما أنهى الشوط الأول بهدفين نظيفين سجلهما لاعب وسطه الدولي النمسوي مارسيل سابيتسر المعار من بايرن ميونيخ الألماني حتى نهاية الموسم في الدقيقتين 14 و21، لكن إشبيلية قلب الطاولة في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الثاني بهدفين من النيران الصديقة عبر المدافعين الهولندي تيريل مالاسيا (84) وهاري ماغواير (90+2) بالخطأ في مرمى الإسباني دافيد دي خيا. ودفع يونايتد وتحديدا مدربه الهولندي إريك تن هاغ ثمن تبديلاته في الشوط الثاني خصوصا إخراجه القائد البرتغالي برونو فرنانديش الذي سيغيب عن مباراة الإياب بسبب الإيقاف، والفرنسي أنتوني مارسيال (62)، ثم البرازيلي أنتوني (81)، فاستغل إشبيلية جيدا ذلك واقتنص تعادلا غاليا بفضل التبديلات الناجحة لمدربه الجديد خوسيه لويس منديليبار خصوصا القائد المخضرم خيسوس نافاس (37 عاما) والمهاجم الدولي المغربي يوسف النصيري المتسببين في الهدفين. وإذا كان يونايتد ضامنا بنسبة كبيرة وجوده بين الأربعة الأوائل في البريمرليغ وبالتالي الوجود في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل كونه يحتل المركز الثالث مع مباراة مؤجلة بفارق ست نقاط أمام توتنهام الخامس، فإن الأمر مختلف بالنسبة إلى يوفنتوس حيث ترتدي "يوروبا ليغ" أهمية مضاعفة كون الفوز بلقبها سيضمن له مشاركته في المسابقة القارية الأم الموسم المقبل، وهو الأمر المستبعد حالياً عبر الدوري المحلي بعد حسم 15 نقطة من رصيده لاتهامه بالتلاعب المالي، ما جعله على بعد تسع نقاط من المركز الرابع بعد 30 مرحلة. وسيحاول فريق "السيدة العجوز" الدفاع عن الأفضلية الضئيلة التي حسم بها مباراة الذهاب أمام سبورتينغ لشبونة ومواصلة مشواره في المسابقة، وهو الأمر الذي يسعى إليه الممثل الثاني لإيطاليا في ربع النهائي قطب العاصمة روما عندما يستضيف فينورد. وسيحاول رجال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو استغلال عاملي الأرض والجمهور لقلب الطاولة على الفريق الهولندي الذي سيكون محروماً من مساندة جماهيره على غرار ما حصل مع روما ذهابا تفاديا لتكرار حوادث الشغب التي حصلت خلال مواجهة الفريقين عامي 2015 في إياب الدور الثاني و2022 في المباراة النهائية لمسابقة كونفرنس ليغ. ويغيب الأرجنتيني باولو ديبالا والمهاجم الإنجليزي تامي أبراهام عن صفوف روما بسبب الإصابة. ويمني سان جيلواز المغمور النفس بمواصلة مغامرته في المسابقة بدعم من جماهيره عندما يستضيف باير ليفركوزن الذي سيحاول الاعتماد على سجله الخالي من الخسارة منذ شهرين في جميع المسابقات بقيادة مدربه الإسباني تشابي ألونسو.