تسبب القتال المتواصل في السودان في توقف 39 من إجمالي 59 مستشفى وعيادة بالعاصمة الخرطوم عن تقديم الخدمات للمرضى، حسبما ذكرت اللجنة الطبية السودانية اليوم الأربعاء. وأضافت اللجنة أنه تم قصف بعض المستشفيات، في حين تعرض البعض الآخر للهجوم والنهب. ودعت اللجنة إلى "التدخل السريع" لحماية الطواقم الطبية والمرضى. وتم بالفعل إجلاء أشخاص من عدد من المستشفيات خلال الأيام القليلة الماضية. وأصبحت مستشفيات عديدة الآن بدون كهرباء أو أدوية أو مياه شرب أو غذاء، بحسب اللجنة. كما تضررت مستشفيات الأطفال أيضا. وتعرضت العاصمة السودانية لغارات جوية في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، بعد فشل وقف لإطلاق النار جرى اقتراحه بعد أربعة أيام من القتال، بين الجيش وقوات الدعم السريع. وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي باء بالفشل أمس هو ثالث محاولة للتوصل لاتفاق بين الحاكم الفعلي للبلاد الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، لوقف الأعمال العدائية. وأعلنت قوات الدعم السريع الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء وحتى السادسة من مساء غد الخميس. وقالت في منشور عبر حسابها بموقع "فيسبوك" اليوم ، :"نؤكد التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن". ولم يتم تأكيد موافقة الجيش السوداني في البداية على وقف إطلاق النار. ويحاول الوسطاء الدوليون منذ أيام دفع طرفي الصراع إلى الموافقة على وقف لإطلاق النار لفتح ممرات إنسانية. وأسفر القتال عن مقتل 270 شخصا وإصابة 2600، بحسب الأممالمتحدة. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الثلاثاء، إن عمليات القصف في السودان خلفت آلاف المدنيين المحاصرين في منازلهم. وقال تورك في جنيف اليوم إن الكثيرين باتوا بلا كهرباء ولا توجد لديهم أية وسيلة للحصول على الطعام أو الماء أو الدواء. وأصيب مدير المكتب الإنساني التابع للمفوضية الأوروبية بعيار ناري في السودان، حسبما أكدت متحدثة باسم المفوضية اليوم. وقالت المتحدثة للصحفيين في بروكسل "أؤكد أن هذا الحادث المؤسف قد وقع"، دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل بشأن وضع المسؤول ومكانه. وذكرت المفوضية أن الإجراءات الأمنية للطاقم الموجود على الأرض "يجري تقييمها فيما نتحدث الآن" ولم يتم إجلاء طاقم الاتحاد الأوروبي "حتى الآن".