أستغرب من مسؤولي الرياضة السعودية عدم إعادة النظر في وضع "الاحتراف" بأنديتنا، رغم أن الخلل واضح، ويحتاج إلى تدخل لإعادة "الاحتراف" إلى مساره الصحيح، لأنه بدون فعل ذلك لن تصل الكرة السعودية إلى مكانتها التي تستحقها، لأن مانراه في أنديتنا لا يمت للاحتراف الحقيقي بصلة، وهذه القضية أشبعت طرحًا، لكن دون أن تعالج، لذلك ثمّة سلبيات يعاني منها اللاعب السعودي ستستمر ولن يتغلب عليها إلا بتطبيق الاحتراف الذي نراه في أوروبا. مايحدث في أنديتنا هو احتراف على الورق وفي العقود فقط، لأن مانراه في أرض الواقع مختلفا عن ذلك الذي نشاهده في الدول المتقدمة كرويًا، فأي احتراف نتحدث عنه واللاعب السعودي لا يتدرب إلا مساءً، ويتواجد في النادي ساعتين أو ثلاث لأداء حصة تدريبية؟! بعدها له الحرية المطلقة في إكمال يومه كيفما يشاء وأينما يريد!، وهذا بلا شك ينعكس على أغلب اللاعبين سلبيًا، من ناحية الالتزام والانضباط وعدم السهر وغير ذلك من الأمور المؤثرة. لاعب كرة القدم في السعودية يفترض أن يكون مثل أقرانه حول العالم، من ناحية الحضور للنادي صباحًا من أجل حصة تدريبية صباحية، والبقاء حتى الفترة المسائية، وخلال هذه الفترة تتنوع التدريبات بين الملعب والصالة المغلقة وصالة الحديد وغيرها، بالإضافة إلى إشراف الجهاز الفني على تغذية اللاعب، مع تقديم محاضرات تثقيفية له في الجوانب التي يحتاج لها، وبرامج فنية أخرى من شأنها أن تحسن مستواه وقبل ذلك بنيته الجسمانية. هذا لن يحدث برأيي إلا بقرار من المسؤولين، وذلك بإلزام جميع أندية دوري روشن بتدريبات اليوم الكامل، خصوصًا مع وجود ثمانية لاعبين أجانب في الموسم المقبل، فاللاعبون الأجانب متأقلمون مع الاحتراف الحقيقي، وإن استمر حال احترافنا على ماهو عليه أبصم بالعشرة بأن مستويات أجانب دورينا ستتراجع، نظرًا للفارق الكبير في حجم الحصص التدريبية التي كانوا يتلقونها مقارنة بحالهم اليوم مع أنديتنا السعودية. في المقابل إن طُبق الاحتراف كما هو معمول به أوروبا، فالرابح الأكبر الكرة السعودية، وسنرى القفزة الكبيرة للاعبين السعوديين، من ناحية الانضباط والإمكانيات البدنية والفنية وحتى البنية الجسمانية، وأقرب مثال على ذلك اللاعب سالم الدوسري، كيف كان قبل تجربة فياريال الإسباني وبعدها؟ على الرغم من أنها ستة أشهر فقط، ومن أبرز الأسباب برأيي البرنامج التدريبي للاعب هنالك مقارنة بما هو عليه مع الهلال! تصحيح حال الاحتراف في أنديتنا سيساهم في احتراف اللاعبين السعوديين خارجيًا، لاعتبارات عدة، أبرزها أنهم سيصبحون في جاهزية فنية وبدنية أكبر، بالإضافة إلى تخلي بعضهم عن قناعته بالبقاء في ملاعبنا بسبب المغريات المالية علاوة على وضع الاحتراف لدينا من ناحية التدرب لمدة ساعتين أو ثلاث، مقارنة بما سيواجهه إن احترف خارجيًا. أرجو أن يهتم المسؤولون عن الكرة السعودية بملف الاحتراف بشكل أكبر في الأيام المقبلة، وأن يواكبوا الدعم المالي الكبير الذي تحظى به أنديتنا من أجل نقل كرتنا للعالمية، لاسيما مع زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية في الموسم المقبل، فالاحتراف المطبق حاليًا يعيقنا عن التقدم والوصول لما نطمح له.