كلما دخل وحل شهر رمضان المبارك تجدد ذكرى مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "ما يميز هذه البلاد هو حرص قادتها على الخير والتشجيع عليه، وما نراه من مؤسسات خيرية في مختلف المجالات إلا جانباً واحداً من الجوانب المشرقة لبلادنا"، هذه هي الحقيقة التي يلامسها المجتمع السعودي كلما لاح شهر رمضان، ففيه يكثر الخير، وتنشط فيه المؤسسات الخيرية للعمل وإسعاد الفقراء والمساكين، وتتعهدهم بأعمالها، وتتنافس في هذا الخير مؤسسات كثيرة ومنها مؤسسة الشيخ عبدالعزيز الجميح وهي واحدة من تلك المؤسسات التي تتميز بأعمال خاصة تجعل منها علماً في رأسه نار، ومن أعمال هذه المؤسسة "بيت المفاطير"، فقبل أكثر من 140 عاماً تقريباً عزم الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم بن محمد الجميح رحمه الله (توفى سنة 1305ه) أن يفتح منزل آل الجميح بشقراء، للصائمين، بأن يكون مقصدًا بشهر رمضان لتقديم الطعام وكسوة العيد إلى الفقراء من أهل شقراء وما جاورها، ومع اتساع أعماله وزيادة القاصدين ضاق المنزل بالصائمين، فانتقل مشروع التفطير والتسحير إلى مكان قريب، سماه بيت المفاطير، ومنذ ذلك الوقت أخذ أعيان "آل الجميح" يولون هذا المشروع الخيري عناية فائقة، حتى أن الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الجميح رحمه الله (حفيد مؤسس المشروع) كان يقطع تجارته في رمضان، ويلزم "بيت المفاطير" ليقدم فيه الإفطار والسحور للصائمين، ويوصل الطعام إلى منازل المحتاجين الذين لا يستطيعون المجيء إلى البيت، ولا يعود إلى أعماله إلا بعد توزيع "العيديات" على المحتاجين، وإيصالها إلى منازلهم. والمشروع يجد عناية من الشيخ حمد بن عبدالعزيز الجميح وافتتح توسعته الاخيرة وحضر الافتتاح عبدالعزيز بن عبدالرحمن الجميح، وفي العام الماضي وزع المشروع 98 ألف و850 وجبة إفطار وعشاء وسحور، وبشكل يومي كانت توزع على الأهالي (245) وجبة سحور و(850) وجبة إفطار، و(850) وجبة عشاء، و(250) وجبة سحور على ضيوف البيت، تمتد مساحة البيت على قرابة 1,800 متراً، ويقوم على خدمة الصائمين فيه قرابة 30 عاملاً، و20 شاباً متطوعاً، وهي أرقام تشير إلى عظم المجهود المبذول في هذا البيت المليء بالخير، والقلوب الطيبة التواقة إلى ثواب الله سبحانه وتعالى، ولا زال البيت ماض في طريقه الذي رسمه الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم بن محمد الجميح، ويشهد كل قصة عطاء خيرية، لآل الجميح، الذين عُرفوا بهذا الخلق النبيل منذ جد العائلة الحاتميّ إبراهيم الغيهب، وقد أكمل الشيخ حمد بن عبدالعزيز الجميح تلك المسيرة بأن دشن يوم الخميس 22 ربيع الثاني 1441 مؤسسة والده عبدالعزيز بن عبدالله الجميح الخيرية، بحضور أحفاد الشيخ عبدالعزيز رحمه الله، كي يستمر هذا العطاء من خلال كيان مؤسسي، يتماشى مع نهج رؤية المملكة، بما تقدمه المؤسسة من مبادرات تعزز القيم وترسخ الهوية الوطنية للمجتمع، وتقدم المنح المختلفة للأطفال، والشباب، والمؤسسات الخيرية، والأسر، والفقراء، وطلبة العلم، والطلاب، والمساجد، والجاليات. المشروع وزع العام الماضي 98850 ألف وجبة إفطار وعشاء وسحور