قالت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) إن عدد من سعوا إلى دخول الاتحاد الأوروبي، عبر البحر المتوسط في الشهور الثلاثة الأولى من 2023 بلغ ثلاثة أمثال العدد المسجل في العام الماضي، بينما وصفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة هذه الفترة بأنها الربع الأول الأكثر تسجيلا للوفيات، منذ عام 2017. وذكرت وكالة فرونتكس أن الربع الأول شهد في المجمل 54 ألف حالة عبور، بشكل غير قانوني إلى الاتحاد الأوروبي عبر جميع الطرق، وهو عدد أكبر بمقدار الخمس عن العدد المسجل في 2022. وقالت الوكالة في بيان «يمثل الطريق الأوسط في البحر المتوسط أكثر من نصف حالات العبور غير القانونية، إلى داخل الاتحاد الأوروبي»، مضيفة أن قرابة 28 ألف شخص وصلوا بتلك الطريقة، منذ بداية العام وحتى نهاية مارس، وهو عدد يزيد بثلاثة أمثال على العدد المسجل في الفترة نفسها في 2022. وأضافت «استغلت جماعات الجريمة المنظمة تحسن الطقس والاضطرابات السياسية في بعض دول المغادرة، لمحاولة تهريب أكبر عدد ممكن من المهاجرين، عبر وسط البحر المتوسط من تونس وليبيا». وأعلنت حكومة إيطاليا اليمينية الثلاثاء، حالة الطوارئ فيما يتعلق بالهجرة عقب «ارتفاع حاد» في حالات الوصول عبر البحر المتوسط، وهو تحرك سيسمح لها بإعادة المهاجرين غير المرغوب فيهم بشكل أسرع. وطلبت روما من الاتحاد الأوروبي، بذل المزيد من الجهد لوقف الهجرة عبر البحر، وهو أحدث مثال يوضح كيف عادت الهجرة للتربع على قمة جدول الأعمال السياسي للاتحاد الأوروبي، مع انتعاش حركة النقل دوليا العام الماضي بعد تراجعها بسبب جائحة كوفيد. وذكرت الوكالة الأوروبية في وقت سابق، أن 330 ألف شخص عبروا بشكل غير قانوني عبر جميع الطرق في العام الماضي، وهو أعلى رقم مسجل منذ 2016، وتسبب تزايد الأعداد في ظهور خطاب مناهض للهجرة أكثر تشددا في دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها الدنمرك وهولندا والنمسا. وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إنها وثقت وفاة 411 مهاجرا في طريق وسط البحر المتوسط، خلال الفترة بين يناير ومارس، ما يجعله الربع الأول الأكثر تسجيلا للوفيات منذ ستة أعوام. وقال مدير المنظمة أنطونيو فيتورينو «الأزمة الإنسانية المستمرة في وسط البحر المتوسط لا تحتمل»، داعيا سلطات الدول إلى إجراء المزيد من عمليات البحث والإنقاذ.