توالى مسلسل حوادث غرق قوارب المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط أمس، إذ غرق 30 شخصاً قبالة ليبيا أمس، بينما قُتل طفل (10 سنوات) دهساً بعد حالة ذعر ضربت 66 مهاجراً كانوا على سطح مركب متجه إلى جزيرة ليسبوس اليونانية آتياً من السواحل التركية المجاورة. وأشارت معطيات أولية إلى أن الطفل دُهس عندما سيطر الذعر على الركاب لدى اقتراب دورية للوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل (فرونتكس)، خشية إعادتهم إلى تركيا. وكان الطفل الضحية على متن المركب مع والديه وشقيقتيه الصغيرتين. وذكرت وكالة «آنا» اليونانية للأنباء أن والدته حاولت رمي نفسها في البحر عندما اكتشفت وفاة ابنها، قبل أن تمنعها قوات خفر السواحل اليونانية. وذكرت الوكالة أنه سُجل وصول أكثر من 170 شخصاً خلال 24 ساعة إلى ليسبوس صباح أمس. في غضون ذلك، أعلن مسؤولون في خفر السواحل الليبي إن 30 مهاجراً على الأقل قُتلوا بعد غرق قاربهم قبالة الساحل الغربي لليبيا أمس، فيما أُعيد الناجون إلى ميناء في طرابلس. وأنقذ خفر السواحل الليبي 378 مهاجراً في عمليات إغاثة استمرت على مدار 72 ساعة. وكانت المنظمة الدولية للهجرة أعلنت أول من أمس، أن أكثر من 33 ألف شخص غرقوا وهم يحاولون الوصول إلى شواطئ أوروبا خلال القرن الحالي، ما يجعل البحر المتوسط «أكبر منطقة حدودية في عدد الوفيات بالعالم وبفارق كبير عما بعدها». وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقرير إنه بعد وصول عدد كبير قياسي من الوافدين بين عامي 2014 و2016 ساهم الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف قدوم مهاجرين عبر اليونان وانتشار دوريات قبالة سواحل ليبيا في تقليل عدد المهاجرين بدرجة كبيرة. وذكر التقرير أن «33761 مهاجراً أُبلغ عن وفاتهم أو فقدهم في البحر المتوسط بين عامي 2000 و2017. وذلك وصولاً إلى 30 حزيران/ يونيو الماضي». وتابع أن التقرير «خلص إلى أن الحدود الأوروبية بالبحر المتوسط هي الأدمى في العالم وبفارق كبير». وتقول أرقام المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 161 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى أوروبا بحرا هذا العام حتى الآن وإن 75 في المئة منهم وصلوا إلى إيطاليا بينما وصل المتبقون إلى اليونان وقبرص وإسبانيا. وأضافت المنظمة أن نحو 3 آلاف غرقوا أو فُقدوا. يُذكر أنه رغم تراجع عمليات الوصول بحراً إلى إيطاليا إلى الثلث هذا العام، شهد الأسبوع الماضي زيادة عمليات الإنقاذ ومحاولات العبور. وقال خفر السواحل في إيطاليا الأربعاء والخميس الماضيين، إنه 1600 مهاجر أُنقِذوا من 20 سفينة في البحر المتوسط .