تشهد الحملة الوطنية للعمل الخيري الثالثة التي دشنها مساء أمس الأول الاثنين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده -بتبرعين سخيين بلغ 70 مليون ريال- إقبالاً واسعًا من المتبرعين خلال الساعات الأولى من انطلاقها من الأفراد والشركات والمصارف والمانحين والموسرين عبر المنصة الوطنية للعمل الخيري "إحسان" والتي تحظى سنويًا بدعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده باعتبارها منصة خيرية تضمن للمتبرع الشفافية وتتيح للمُحسنين فرص تبرع متنوعة يتم تحديثها بشكل يومي في إطار ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام ورعاية لدعم العمل الخيري وتشجيع قيم البر والبذل والعطاء، وتحفيز المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات على تعزيز مبدأ المسؤولية الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يتضاعف فيه الأجر والمثوبة من المولى عز وجل، حيث تحرص المنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان) على تطوير الخدمات والحلول الرقمية التي تصب في مصلحة مختلف المجالات الخيرية؛ سعيًا منها لتسهيل أعمال التبرع على المحسنين بما يضمن وصول التبرعات للمُستحقين بكل يُسر وسهولة. وكسبت المنصة ثقة مَن يجودون بأموالهم على المحتاجين وكفالة اليتيم أو ذوي الفاقة والديون، فأوجه الخير ومسالكه وخيارات مفتوحة للمتطلبات عبر "إحسان"، ففك الكربات ومساعدة المعسورين هو مبدأ السعوديين. وحرصت القيادة الرشيدة على تطوير القطاع غير الربحي ورفع كفاءته وزيادة مستوى موثوقيته من خلال بنية رقمية متينة تعمل وفق حوكمة عالية تسهم في تحقيق الأهداف النبيلة والمقاصد السامية لرؤية المملكة ومستهدفاتها في تعظيم أثر قطاع العمل الخيري، ويُعزز دعم القيادة للحملة الوطنية للعمل الخيري في عامها الثالث نجاح المنصة الوطنية للعمل الخيري "إحسان" نتيجة ما وصلت إليه من جاهزية مستمرة لتحفيز المحسنين خصوصًا في ذروة الإقبال المجتمعي على فرص التبرع في مواسم الخير وخاصة شهر رمضان المبارك الذي تشهد فيه المنصة نشاطًا على مدار الساعة، وقد سخّرت الدولة التقنية للعمل الخيري لضمان وصول الصدقة للمحتاج بشفافية عالية وموثوقية تعكس جودة الإجراءات، ناهيك عن اختصار عامل الوقت والجهد، واعتنت الدولة منذ تأسيسها بالعمل الخيري في الداخل وجعلت ذلك من أولى اهتماماتها كون العمل الخيري، يعد ركناً مهماً من أركان الحياة وتحقيق مبادئ التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، إلى جانب إسهامه في صناعة الأمن الاجتماعي والاقتصادي وتقوية النسيج المجتمعي، ويقوم بدور رئيس في تحقيق التنمية المستدامة، مما يجعل المملكة من الدول الرائدة في مجال العمل الخيري التي جسدتها وتجسدها عالمياً على أرض الواقع من خلال مد يد العون والمساعدة الإنسانية تجاه المجتمعات المنكوبة في مختلف أنحاء العالم. وصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للعمل الخيري وذلك امتداداً لرعايته الكريمة -أيده الله- لكافة جوانب أعمال الخير والإحسان في إطار حرص مقامه الكريم على مختلف الفئات المستفيدة من العمل الخيري، تزامناً مع ما يشهده الشهر الفضيل من إقبال واسع من المحسنين، وتقدم منصة إحسان العديد من التبرعات والخدمات المتنوعة للمواطنين؛ منها خدمة جديدة للتبرع اليومي وهي من ضمن برنامج التبرع الدوري التابع للمنصة، وتُتيح الفرصة لاستقطاع مبلغ محدد تلقائيًا من بطاقة المتبرِّع البنكية؛ ليصل إلى الفئات الأشد احتياجًا، وإتاحة خيارات الدفع الآمن ومتابعة الحالات بعد التبرع، وضمت "إحسان" مبادرات عدة كانت منفصلة فيما سبق واجتمعت تحت منصة واحدة، منها "فُرجت" التي تتيح تقديم المساعدة للمحكوم عليهم بقضايا مالية وتعجيل السداد عنهم. وتضم المنصة مجالات تبرع مختلفة، منها الصحي والإغاثي والتعليمي والاجتماعي والبيئي وغيرها، وتعمل على دعم فرص التبرع والمشاريع الخيرية في مناطق المملكة كافة، وفي شتى مجالات العمل الخيري والإنساني؛ حيث تضم فرصاً للتبرع في مجالات التعليم والصحة والإسكان وغيرها مستفيدة من التقنيات الحديثة، وأثمرت الثقة التي حظيت بها المنصة الوطنية للعمل الخيري من القيادة الرشيدة ودعم وإشراف 12 جهة حكومية؛ بوصول إجمالي التبرعات أكثر من ثلاث مليارات ريال استفاد منها أكثر 4.8 ملايين مستفيد من الفئات المستحقة في وقت قياسي، تتمتع المنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان) بالجاهزية الدائمة لتحفيز المحسنين؛ وخصوصًا في ذروة الإقبال المجتمعي على فرص التبرع في مواسم الخير وتعد ثقافة التطوع والعمل الخيري صفة ملازمة للمجتمع السعودي ومتجذرة في نفوسهم، وقد أخذت أشكالاً متعددة، حيث بدأت بصورة فردية ثم تطورت إلى مؤسسات لها هياكلها الإدارية وخططها الاستراتيجية لتشمل كل جوانب الحياة التعليمية منها، والصحية، والتربوية، والاجتماعية، والاقتصادية وغيرها من أعمال البر، وتأتي هذه الأعمال والجهود الخيرة انطلاقاً من قيم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى التكافل والتراحم بين أفراده.