حقيقة نسعد في المملكة العربية السعودية بما حبانا الله من نعم في بلادنا؛ وهي نعم عظيمة، وآلاء جسيمة، أولاها وأكبرها نعمة الإسلام التي هي خير لباس، فبلادنا هي بلاد الإسلام، ومهوى أفئدة المسلمين، ووجهة قبلتهم، ومحط أنظار العالم، بلد التوحيد والسنة، كانت وما زالت - ولله الحمد والفضل والمنّة - قائمة على الأصلين العظيمين: كتاب الله وسنّة رسوله - تهوي إليه أفئدة كثيرة من جميع البلدان في الحج والعمرة والأيام المباركة التي نعيشها في رمضان تقدم مملكتنا الحبيبة كل الوسائل التي تساعد المعتمرين على أداء عمرتهم بكل راحة وطمأنينة مشاهد جميلة من أبناء هذا الوطن الغالي في مساعدة زوار بيت الله الحرام، ولا يخفى على الجميع تلك التوسعة للحرم الشريف التي أذهلت الكثير؛ فلله درك يا مملكة الخير، وهذا ليس بغريب على ملوك بلادنا فقد اهتم ملوكنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - بخدمة الحرمين والقيام على رعايتهما وتوسعتهما، إِذ بدأها الملك الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - عام 1344ه (1925م) بتوطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة. وبدأت مشروعات التوسعة السعودية للحرمين الشريفين بعد تأسيس المملكة مباشرة، ففي عام 1354ه(1935م) أمر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بعمل ترميمات وتحسينات شاملة بالمسجد الحرام. وفي عام 1368ه (1948م) أعلن عن عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف، بعد أن ضاق على المصلين، فأضاف إليه مساحة إضافية لتزداد مساحته الكلية. ثم تواصلت جهود ملوك هذه البلاد الطاهرة في العناية بالحرمين الشريفين، فأضيفت للحرم المكي ساحة أخرى في عهد الملك سعود، وكانت تلك عمارة عظيمة لم يشهد الحرم المكي مثلها من قبل. وفي عهد الملك فيصل -رحمه الله-، أضيفت التوسعة الجديدة، كما أضيفت توسعة أخرى في عهد الملك خالد -رحمه الله- وعهد الملك فهد والملك عبدالله -رحمهما الله-، ولم تدخر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان جهدًا إلا بذلته في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين. ولم تتوان المملكة - كما هو ديدنها - يومًا من الأيام عن تسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية من أجل تسيير أعمال الحج والعمرة وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب، وإن مشروعات التطوير والتوسعات التي لم تتوقف طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج والعمرة وسلاسة أداء المناسك وحماية للمعتمرين وسلامتهم لخير شاهد ودليل، فمن يقصد المملكة سيلحظ كل عام تجديدًا وتميزًا في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية تشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام، مما سهل على المعتمرين أداء عمرتهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني روحاني مبهر ناهيك عن جهود رجال الأمن وسعيهم في تذليل الصعوبات للمعتمرين وكذلك دور الكشافة، وكل ذلك بتوجيه وزارة التعليم ممثلة بوزيرها، نعم وبكل فخر نقول هنيئاً لبلادي هذا التميز والخير.