لا يخفى على الجميع تلك الجهود الجبارة لإنجاح الحج، والتسهيل على زوار بيت الله الحرام لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وتتم استضافة الحجاج من جميع الدول؛ حيث ينعمون بخدمات وجهود قوية لا تنتظر منهم جزاء ولا شكوراً، والتضافر من جميع مؤسسات الدولة عبر إطلاق برامج مميزة، منها مبادرة «حج ذكي»، التي تنفذها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وتهدف إلى مساعدة الحجاج على أداء مناسكهم بطريقة سلسة ومريحة، وخدمات رقمية تضم التطبيقات التفاعلية، التي تحدد مواقع المناسك، وانتقاله بين المشاعر، وكذلك إطلاق أمير مكة مبادرة توحيد شعار مشغلي الشبكات ليكون تحت اسم «العالم في قلب المملكة». ولقد أعجبني مقولة أميرنا المحبوب خالد الفيصل: «سنجعل من مكة والمشاعر مناطق ذكية». لقد منَّ الله على بلادنا بنعم عظيمة، أن جعلها بلاد الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين، ومحط أنظار العالم، تهوي إليها الأفئدة من جميع البلدان في الحج والعمرة، والأيَّام المباركة التي نعيشها الآن تقدم مملكتنا الحبيبة كل الوسائل التي تساعد الحجاج والمعتمرين على أداء حجهم بكل راحة وطمأنينة، مشاهد جميلة من أبناء هذا الوطن الغالي في مساعدة زوار بيت الله الحرام، ولا يخفى على الجميع تلك التوسعة للحرم الشريف، الذي أذهل الكثير، فلله درك يا مملكة الخير، وهذا ليس بغريب على ملوك بلادنا، فقد اهتم ملوكنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- بخدمة الحرمين، والقيام على رعايتهما وتوسعتهما، إِذْ بدأها الملك عبدالعزيز عام 1344ه (1925م) بتوطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة، ثم تواصلت جهود ملوك هذه البلاد الطاهرة في العناية بالحرمين الشريفين، فأضيفت إلى الحرم المكي ساحة أخرى في عهد الملك سعود، وكانت تلك عمارة عظيمة لم يشهد الحرم المكي مثلها من قبل. وفي عهد الملك فيصل -رحمه الله-، أضيفت التوسعة الجديدة، كما أضيفت توسعة أخرى في عهد الملك خالد -رحمه الله- وعهد الملك فهد والملك عبدالله رحمهما الله، ولم تدخر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - وولي عهده الأمين جهدًا إلا بذلته في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين. ولم تتوان المملكة يومًا من الأيَّام عن تسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتسيير أعمال الحج والعمرة وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب.. وإن مشروعات التطوير والتوسعات التي لم تتوقف طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج والعمرة وسلاسة أداء المناسك وحماية للحجاج والمعتمرين وسلامتهم لخير شاهد ودليل، فمن يقصد المملكة سيلحظ كل عام تجديدًا وتميزًا في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن تشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام، ما سيسهل على الحجاج أداء حجهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني روحاني مبهر. Your browser does not support the video tag.