يحتل الغذاء مكانة مهمة في الحياة الاجتماعية والثقافية في السعودية، ويترتب عليه تأثير كبير على التقاليد والعادات الاجتماعية، وتعتبر بعض الأطعمة والمشروبات جزءًا من التراث الثقافي والتقاليد المحلية، وتتأثر التقاليد والعادات الاجتماعية بالأطعمة والمأكولات المختلفة في المناطق المختلفة، حيث تتميز كل منطقة بأطعمة وأكلات محلية متميزة، ويؤثر بشكل كبير على التقاليد والعادات الاجتماعية في المملكة، وتأثر هذه الثقافة بالتاريخ والجغرافيا والتقاليد والعادات الغذائية المتوارثة عبر الأجيال. تاريخ الطعام في السعودية يعود إلى العصور القديمة، حيث كانت الأكلات والمأكولات تتأثر بالتقاليد والعادات المحلية والثقافة الإسلامية والبدوية، وللتجارة والحركة التجارية دور كبير في التأثير على ثقافة الطعام، حيث كانت البلدان المجاورة تتبادل المنتجات الغذائية والتوابل والأعشاب المختلفة، ومع تطور الحياة الاجتماعية والثقافية؛ تطورت أيضاً المأكولات والأطعمة المحلية، وظهرت عدة أطباق ومأكولات جديدة تعكس التنوع والغنى في الثقافة الغذائية. تختلف ثقافة الطعام بين المناطق وتتميز بالتنوع والغنى في التقاليد والعادات والثقافة المحلية، وفي الدراسات الأنثروبولوجية للطعام حتماً ستتناول دراسة العلاقة بين الثقافة والطعام وتحليل العادات الغذائية والتقاليد المتعلقة بها، حيث تعتبر الثقافة الغذائية في السعودية متنوعة ومتعددة الأصول، وتختلف الأطعمة والطرق التي يتم تحضيرها من منطقة لأخرى، بصفة عامة يتم تحضير الطعام بشكل تقليدي في المنازل، ويتم تناوله على طاولة الطعام أو على بالجلوس على الأرض بشكل جماعي، مما يعزز التواصل والتواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة والأصدقاء، ويعتبر تقديم الطعام للضيوف والزوار من العادات الاجتماعية المحترمة في السعودية. هناك بعض التغييرات في العادات الاجتماعية المتعلقة بالطعام في السعودية، حيث شهدت المملكة تحولات اجتماعية وثقافية في السنوات الأخيرة، من بين هذه التغييرات يمكن ذكر التغيرات في نمط الحياة والتغيرات الاقتصادية والتغيرات الثقافية والتكنولوجية، التي أدت جميعها إلى تغيير العادات الغذائية، ومن أبرز التغييرات زيادة استخدام الأغذية الجاهزة والوجبات السريعة، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة للمجتمع، ويعمل على تقليل الاهتمام بالطعام المحلي التقليدي، وانتشرت مطاعم الأكل العالمي، التي تقدم مأكولات وأطعمة من مختلف أنحاء العالم، مما يؤثر على استهلاك الأطعمة المحلية التقليدية. تشهد السعودية أيضاً تغيرات في الأنماط الغذائية للأفراد، حيث يزداد اهتمام الناس بالأنظمة الغذائية الصحية والخالية من المواد الحافظة والمواد الكيميائية، ويزداد الاهتمام بالمأكولات العضوية والطرق الصحية للتحضير والطهي، ويتزايد الطلب على المنتجات الغذائية المحلية والطازجة، وتتجه بعض الأسر في المملكة إلى تحضير الطعام في المنزل، بدلاً من شراء الأطعمة الجاهزة، مما يعزز التواصل الاجتماعي والروابط العائلية، ويشهد الاهتمام بالطعام في السعودية تغييرات متعددة، مع الحفاظ على التقاليد والعادات الغذائية المحلية التقليدية. ثقافة الطعام هي جزء أساسي من التراث الثقافي لأي مجتمع، فهي لا تقتصر على تحضير الأطعمة وتناولها بل تمتد إلى العادات والتقاليد المحيطة بها، وتعكس تاريخ وثقافة وتراث المجتمع، ومن خلال الاهتمام بثقافة الطعام، نحافظ على هذا التراث ونعمق الروابط الاجتماعية والتواصل بين الأفراد والجماعات المختلفة.. يقول جيفري ستيجمان: (الطعام هو مرآة للثقافة والتاريخ والتقاليد، ويعكس أسلوب الحياة والقيم الاجتماعية). ويقول أنتوني بوردين: (الطعام هو باب للدخول إلى ثقافة وتاريخ أي مجتمع، لا يمكن فهم ثقافة أي مجتمع بدون فهم الطعام الذي يتناولونه).