وحدهم المتعصبون ومن لف لفهم في قائمة التعصب توجهًا أو تضامنًا هم من فرح برحيل الداهية والثعلب الفرنسي (Hervé Renard) عن قيادته لمنتخبنا الأول بعد نجاحات كبيرة وغير مسبوقة سواء كان ذلك على المستوى القاري أو المستوى العالمي. هؤلاء المتعصبون والكارهون للنجاح لا يعرفون بأن الثعلب (Hervé Renard) أتى لمنتخبنا في وقت صعب جدًا خلفًا للأرجنتيني (Juan Antonio Pizzi) في يوليو 2019م بعد خروجه من الدور الأول بنهائيات كأس العالم 2018م بموسكو، ودور ال16 من كأس آسيا 2019م التي أقيمت بالإمارات، وكان يجب عليه بعد توليه لقيادة منتخبنا بناء منتخب قوي يعبر التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022م في قطر بنجاح، وهو ما حدث بالفعل بعد أن قاد الصقور الخضر في أفضل انطلاقة لهم عبر تاريخ الأخصر في تصفيات كأس العالم حيث حقق الانتصار في(13) مباراة وتعادل في (4) وخسر مواجهة واحدة في مجموعة هي الأقوى برفقة اليابان وأستراليا وعمان والصين! الأفضلية الخضراء التي صنعها السيد(Hervé Renard) لمنتخبنا لم تكمن فقط في الانتصارات والصدارة غير المسبوقة بل سجل أفضلية أخرى هجومية ودفاعية بعد أن سجل هجوم منتخبنا (34) هدفًا ولم تهتز شباكه سوى (10) مرات في (18) مباراة خاضها خلال التصفيات الصعبة والقوية وهذه أرقام وأولويات لم تحضر ألا مع السيد(Hervé Renard). نجاحات (Hervé Renard) لم تقتصر على التفوق وصناعة الأفضلية على المستوى القاري بل تواصلت بعد صعود منتخبنا لنهائيات كأس العالم 2022م، بكسره لكل المخاوف التي كانت تسيطر على جل الجماهير الرياضية والنقاد من مواجهة المنتخب الأرجنتيني الذي أطاح به (Hervé Renard) فاتحًا لمنتخبنا ولكل المنتخبات الأخرى الطريق بأنه لا مستحيل في كرة القدم ولولا الإصابات وعدم التوفيق في بعض الكرات لشاهد الجميع الداهية (Hervé Renard) وكتيبته في الدور الثاني من المونديال بعد أن قدموا ملحمة كروية سجلتها ذاكرة محبي كرة القدم قبل سجلات التاريخ في اللقاء الأول وأداء مقبل في اللقاءين الأخيرين. مسيرة (Hervé Renard) مع صقورنا الخضر في المواجهات الرسمية ناجحة وهذا هو الحكم والفيصل على هذه التجربة وليس كما يرى أولئك المتعصبون فخلال (21) رسمية قادها (Hervé Renard) كسب أخضرنا من خلالها (14) مواجهة وتعادل في (4) مواجهات وخسر في (3) مواجهات وسجل هجوم منتخبنا خلال هذه المواجهات (37) هدفًا واستقبلت شباكه (15) هدفًا. هذه الأرقام الإيجابية والمتصاعدة وفي مواجهات رسمية وبعيدة عن اللقاءات الودية التي يرى المتعصبون بأنها مدخلاً للتقليل من تجربة (Hervé Renard) حدث جميعها خلال وقت قصير جدًا. نعم خسر(Hervé Renard) في المواجهات الودية (6) وتعادل في مثلها وانتصر في(3) مواجهات فقط وهذا ليس سببًا ليشن البعض عليه حربًا ضروسًا ويطالب بإقالته في كل صباح ومساء مستخدمًا ذلك كغطاء لتعصبه لناديه أو لاعبه غير مدرك لأهمية هذه المرحلة الصعبة التي يعاني من خلالها أبرز نجوم الكرة السعودية من الإرهاق والإصابات المتكررة قبل خوض بطولة قارية قوية هي مطلب حقيقي لعودة كرتنا للتربع على عرش القارة الآسيوية بعد غياب طويل كان أحد أسبابه عدم الثبات والاستقرار على جهاز فني يحقق الهدف الذي أصبح صعبا في ظل تواجد المواهب والرعاية والاهتمام الكبيرة من القائمين على رياضتنا. المرحلة القادمة صعبة على منتخبنا ولا أتوقع أن ذلك يخفى على مسيري اتحاد كرة القدم لدينا فالبطولة القارية مطلب جماهيري وهدف مؤكد لمسؤولي رياضتنا ويتبقى بعد توفيق الله عز وجل الاختيار الجيد للمدرب القادم وإيجاد البيئة الجيدة له لتنفيذ خططه وجودة اختياراته قبل الانطلاقة الرسمية. فاصلة: من يرى بأن الحرب التي شنها البعض على (Hervé Renard) سببها اختياراته لنجوم الهلال فهو غلطان فكل المدربين الذين مروا على تدريب منتخبنا اعتمدوا وبشكل كبير على نجوم الهلال بل أن صفحات التاريخ تسجل أن الهلال هو الأكثر دعمًا لمسيرة المنتخب بالنجوم عبر تاريخه بل هؤلاء أشخاص تم أدلجتهم بطريقة واحدة ومنذُ سوات طويلة فضررهم وضرر تفكيرهم ليس على المنتخب فقط بل هم أحد نكسات أنديتهم بآرائهم ومطالباتهم الغريبة والعجيبة.