من مكاسب «النصر» العظيم الذي حققه أبطالنا ونجومنا أمام المنتخب الأرجنتيني ظهيرة الثلاثاء الماضي أننا سندخل لقاء عصر هذا اليوم بآمال عريضة وطموحات تعانق السماء بحثًا عن الانتصار وكسب النقاط الثلاث، لنعلن عن عبورنا للدور الثاني من خلال لقاء بولندا دون النظر لنتائج فرق المجموعة الأخرى، وبعيدًا عن انتظار نتائج المواجهة الأخيرة، وهذا الأمر وإن كان صعبًا إلا أنه ليس مستحيلاً في ظل الإمكانيات والقدرات والروح العالية التي يتمتع بها كتيبة منتخبنا ومن خلفهم مدربهم الداهية الفرنسي (Hervé Renard) وقبل ذلك دعوات الحشود العالية من شعب طويق الذي سيكون له بعد توفيق الله كلمة بدعمهم ومؤازرتهم وتشجيعهم كما كان في المواجهة الأولى أمام ميسي ورفاقه. اليوم أمام نجوم منتخبنا تحدّ جديد تحدّ لا يقل في أهميته وقيمته ومكانته عن التحدي الأول الذي دونوا من خلاله صقورنا صفحة مشرقة من صفحات المجد الخالدة في رياضتنا الجميلة، اليوم لا بد أن يدرك نجومنا أنهم في مواجهة صعبة وأن منتخب بولندا بقيادة نجمه (Robert Lewandowski) لن يكون صيدًا سهلاً، ولن يفرش طريق صقورنا الخضر بالورود للوصول لشباكه بل سيقاتل بشراسة وسيدخل اللقاء بشعار «نكون أو لا نكون» لا عتبارات عدة وبالتأكيد في مقدمتها أنه سيلعب مع متصدر المجموعة المنتخب الذي قهر الأرجنتين بنجومه وتاريخه أحد المرشحين للحصول على اللقب وثانيها لا يريد مغادرة المونديال بشكل مبكر في حال الخسارة أو التعادل وهذه اعتبارات ستعطي للقاء قوة أخرى وحسابات مختلفة من المؤكد أن السيد (Hervé Renard) يدركها ويعرف أهميتها. على الجانب النفسي كل المؤشرات تؤكد بأن نجوم منتخبنا كسروا حاجز الخوف بعد الانتصار الكبير والتاريخي الذي حققوه في اللقاء الأول وشاهدوا انعكاس ذلك على كافة السعوديين والعرب ومحبي الأخضر السعودي في مشارق الأرض ومغاربها كما أنهم يدركون جيدًا أن لمنتخب بولندا بقيادة مدربه تشيسلاف ميشنيفيتش «أنيابًا ومخالب» سيستخدمها بكل قوته لإدراكه بقيمة وقوة الأخضر السعودي وخطورته موقفه في المجموعة. على الجانب الآخر فإن الجاهزية البدنية والفنية لصقورنا الخضر في أعلى مراتبها وستمكنهم بعد توفيق الله من الظهر بمظهر قوي في ظل الإعداد المدروس لمثل هذا اللقاء المنتظر على الصعيد العالمي حتى وأن كانت هناك غيابات قوية ومهمة في خارطة المنتخب كغياب قائد خط الوسط وكابتن المنتخب سلمان الفرج وزميله ساعد الدفاع الأيسر ياسر الشهراني ألا أن البدلاء في أتم الاستعداد للقيام بالدور والعطاء نفسه. هذا ليس إفراطا في التفاؤل «كلا وألف لا» فالمباراة مفتوحة الاحتمالات فالانتصار والخسارة والتعادل كلها احتمالات واردة ومتأكد كحال الكثيرين ثقة بالله وبالداهية (Hervé Renard) ونجومه أنهم سيتعاملون مع كل هذه الاحتمالات كما يجب بعد صافرة نهاية اللقاء الذي أتمنى أن تكون ليلية سعودية خضراء كما كانت ليلة السبت الماضية. فاصلة: مواجهة هذا المساء لمنتخب بولندا أمام منتخبنا هي المواجهة الثالثة له أمام منتخب آسيوي في كأس العالم حيث التقى قبل بمنتخب كوريا الجنوبية في مونديال 2002 وخسر بهدفين دون مقابل فيما حقق أول انتصار له أمام منتخب اليابان بهدف في مونديال 2018.