هل رمضان سبب في زيادة الوزن والسمنة؟ إذا أردنا إجابة قصيرة ومختصرة على هذا السؤال فالإجابة ستكون بالتأكيد لا، ولكن إذا بحثنا وراء هذا السؤال والسبب وراء ارتباط الشهر الكريم بالسمنة فسنجد الكثير من الأسباب والعادات التي نمارسها والتي تعتبر سببًا رئيسيًا في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة. يعتبر رمضان موسمًا عامرًا بالعزائم والتجمعات على وجبات الإفطار وهو ما يعرض الكثير من الأشخاص لتناول الطعام بكميات كبيرة ويزيد لديهم الشعور بالشراهة وزيادة استهلاك العديد من السكريات والسعرات الحرارية، حيث يشجع انقطاع تناول السكريات خلال فترة الصيام على الشراهة في تناول السكريات والوجبات الغنية بالسعرات الحرارية لتعويض حالة الجوع والفقدان الناتجة عن الصيام، وتعتبر مشروبات كالتمر بالحليب وغيرها من العصائر المتعارف وجودها على الموائد من أبرز المواد السكرية التي تسبب الإصابة بالسمنة إلى جانب الأغذية والأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والتي تساهم أيضًا في الإصابة بالسمنة. الصيام يعني الحد من تناول كميات من الطعام. هذا يعني أن الصيام يساعدك بطريقة مباشرة في الحد من زيادة الوزن. هذا فقط، إذا نظّمت برنامجاً غذائياً خلال الفترة المسائية والتزمت به. فعندما نقلل الأصناف على المائدة ونحد من استهلاك الكميات الكبيرة من الطعام، فإننا تلقائياً نخفّض كمية السعرات الحرارية المتناولة، مما يسمح للجسم بتجنب زيادة الوزن وحتى إن التخلص من الوزن الزائد من الأمور الممكنة خلال شهر رمضان. هناك أسباب لزيادة الوزن في شهر رمضان المبارك منها الأكل بلا توقف وبلا حساب طوال الوقت، خصوصاً فترة ما بين الإفطار والسحور. وغالباً ما يصاحبه الخمول طوال الليل بتأثير التخمة، وقلّة الحركة والراحة التامة عقب الإفطار، وزيادة كميات الأكل عن المعدل الاعتيادي، وتناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون بكميات كبيرة مثل الكنافة، القطايف، والمقالي وخصوصاً في فترة المساء. ولكي تتجنب السمنة في رمضان فإن البداية دائمًا من المطبخ ومن المسؤول عن تحضير الطعام سواء كانت الزوجة أو الأم أو حتى الرجل، فمن المهم الحرص على طبخ الوجبات بشكل صحي وباستخدام نسب قليلة جدًا من المواد الدهنية كالزيت والزبدة، بالإضافة إلى تنويع طرق طهي الطعام والاعتماد بشكل رئيس على الشوي والتحميص والسلق، والابتعاد عن الطرق غير الصحية كالقلي، ومحاولة الحفاظ على التوازن في العناصر الغذائية الموجودة على مائدة الطعام، فلابد أن تتضمن المائدة قدراً كافياً من الخضراوات الطازجة والأعشاب النضرة، إلى جانب الاستعانة بمصادر البروتينات ذات السعرات الحرارية القليلة كالسمك والدجاج. ولتحسين العادات الغذائية والحد من زيادة الوزن يجب عدم الإسراف في تناول الطعام وتناول إفطار خفيف وكميات طعام معتدلة وعدم التهام الطعام والتأني في مضغه حتى لا يصاب الصائم بعسر الهضم والتركيز على تناول الشوربة والسلطات، فهي قليلة الوحدات الحرارية وتشعرك بالشبع، وشرب على الأقل 8 أكواب من الماء يومياً وتناول الفاكهة الطازجة وعصائرها الطبيعية من دون إضافة السكر، بدل العصائر الجاهزة التي قد تحتوي على كميات كبيرة من السكر واختيار منتجات الحليب قليلة الدسم واللحوم قليلة الدهن وتجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة، واستبدال الحلويات الرمضانية بسلطة الفاكهة من وقت إلى آخر وممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة إلى ساعة يومياً بعد حوالي ساعتين من تناول الإفطار وذلك لحرق السعرات الحرارية الإضافية. تذكر أن من أكبر الحوافز والمزايا الرائعة لمقاومتك الشهية المفتوحة على موائد رمضان والتحكم بكمية الطعام اللذيذ على مائدة رمضان هو الاستمتاع بالجلسة مع العائلة أو الخروج للقاء الأصحاب أو التسوق دون الشعور بالخمول والثقل في الحركة، جرب مرة وسترى. تناول طعامك على مهل حتى تشبع بسرعة. كن على ثقة بأن كل هذه الأطعمة يمكنك الاستمتاع بها لاحقاً، ولكن ليس بالضرورة كلها معاً. تخيل لباس العيد كم سيبدو رائعاً عليك إذا نجحت في تجنب الوزن الزائد، رمضان كريم! وكما يقول مقدم البرامج الإنجليزي سايمون كويل: «هل تعلم ما سر فقدان الوزن؟ لا تأكل كثيرًا».