أكد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، أن المنطقة العربية تعاني من استمرار العديد من الأزمات المزمنة دون حل، بسبب استمرار التدخلات الإقليمية والدولية، التي تُهدد حالة التعايش السلمي في المنطقة، وتعمل على إذكاء نار الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، وإطالة أمد هذه الأزمات، طمعاً في السيطرة على مقدرات شعوب دول المنطقة، دون مراعاة لمعاناتهم اليومية، في أبشع صور الانتهازية السياسية التي يشهدها العالم المعاصر. جاء ذلك خلال كلمة رئيس البرلمان العربي التي القاها خلال أعمال اجتماعات الجمعية العامة ال 146 للاتحاد البرلماني المنعقدة في مملكة البحرين خلال الفترة من 11 إلى 15 مارس 2023. وأضاف "العسومي" أن تعزيز لغة الحوار والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان يمثل حجر الأساس الذي يقوم عليه السلام العالمي ، مشيراً إلى أنه مسئولية تشاركية تحتاج إلى تكامل ما بين خطاب ديني يحارب العنف والفكر المتطرف ونظام تعليمي يرسخ ثقافة التسامح وقبول الآخر ورسالة إعلامية متحضرة تبعث على التضامن والتلاحم ، بالإضافة إلى منظومة تشريعية متماسكة تجرم التعصب والعنصرية ، موضحاً أن العالم المعاصر يفتقد بشكل كبير هذه المنظومة المتكاملة حيث يواجه التعايش السلمي في الكثير من مناطق العالم تحديات معقدة. وقال رئيس البرلمان العربي في كلمته إن التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية القائم على إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين يمثل تحدياً حقيقياً أمام تحقيق التعايش السلمي، حيث يتم حرمان شعب بأكمله من أبسط حقوقه وهو نيل حريته وإنهاء احتلال اراضيه، مطالبا المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته أن تكون له وقفة جادة من أجل التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية . وأوضح رئيس البرلمان العربي في كلمته أن ما قام به بعض المتطرفين في عدد من الدول الأوروبية من جرائم حرق وتمزيق نسخ من المصحف الشريف، بِعِلم وتحت حماية السلطات الرسمية في بعض تلك الدول، يمثل انتهاكاً صارخاً لاحترام الرموز والمقدسات الدينية، مؤكداً أن هذه التصرفات المُشينة، التي تمثل استفزازاً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم، تؤجج خطاب العنف والكراهية، داعياً إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل وضع إطار قانوني دولي مُلزِم لمنع ازدراء الأديان ومحاسبة كل من يتورط في مثل هذه الممارسات البذيئة.