المسرحية "كرنفالٌ" شعريٌّ ابتكاريٌّ موسيقيٌّ حركيٌّ يُمثل أمّةً "سعودية" بامتداد تاريخها وتأريخها، إرثها وتراثها، بطولاتها حتى أمجادها، إبداعها حتى ريادتها.. اختتمت عروض المسرحية الشعرية الغنائية "معلقاتنا امتداد أمجاد"، والتي احتفت بيوم التأسيس، في عمل فني غير مسبوق إبداعاً، نظمته هيئة المسرح والفنون الأدائية، وقام على فكرتها والإشراف عليها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وتلحين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلطان بن عبدالعزيز "سهم"، بمشاركة مجموعة من الشعراء والفنانين والممثلين ويقودها إخراجاً المخرج القدير عامر الحمود. المسرحية الشعرية الغنائية استلهمت تراث "الجزيرة العربية" بوصفه امتداداً للحضارة والحياة التي انبعثت فشيّدت "الدولة السعودية" قبل ثلاثة قرون، جارى فيها عشرة شعراء معاصرين المعلقات العشر الشهيرة في التراث العربي، وسردت قصصهم تأسيس الدولة السعودية الأولى، مروراً بالدولة الثانية، وصولاً للتوحيد المبين للمملكة العربية السعودية. وقف على عمل الملحمة المسرحية "معلقاتنا امتداد أمجاد" طاقم من المبدعين يتقدمهم "أمير الإبداع" عبدالرحمن بن مساعد بصادق مشاعره وشعره، بمشاركة أهم شعراء المملكة في الردود على المعلقات العشر، يتقدمهم جاسم الصحيح، وفهد عافت، والدكتور فواز اللعبون، والدكتور حاتم الزهراني، ومحمد جبر الحربي، وسلطان السبهان، وسلطان الضيط، ويحيى رياني، وتركي حمدان العنزي، ، فيما لحن القصائد "السهم الأمير" أحمد بن سلطان بشكل حداثي يشبهه تماماً، وابتكار جمل تتناسب مع فكرة العمل الإبداعية الخلاّقة حدّ الدهشة والريادة معاً. يؤكد المشرف العام على المسرحية وصاحب فكرتها الأمير عبدالرحمن بن مساعد، اهتمام القيادة الرشيدة بترسيخ الثقافة السعودية ودعم جهود القطاع الثقافي، وأن المملكة امتداد لملاحم الأمجاد العربية والإسلامية، والمسرحية تجسد رؤية وجهود أئمة وملوك المملكة منذ التأسيس قبل ثلاث مئة عام، ووفاء شعب، وازدهار وطن، وتعرّف بالإرث العريق، حيث تخلد الأمجاد في سجلات الذاكرة والتاريخ.. وأن العمل كان تحديا كبيرا لمجاراة المعلقات العشر الشهيرة، حيث يقول "لا يستطيع أي بلد أن ينسب المعلقات له ولحدوده الجغرافية إلا المملكة العربية السعودية، حيث عاش أصحاب المعلقات جميعهم في حدودها". لافتة "المسرحية" إلى حراك ودعم وزارة الثقافة ممثلة بجهود هيئة المسرح والفنون الأدائية في إنتاج الأعمال المسرحية الكبرى والأعمال الملحمية في المسرح السعودي، والذي يؤكد فيها رئيس الهيئة القدير سلطان البازعي على أهمية تفعيل الرؤى الفنية الحديثة بما يتناسب مع متطلبات المرحلة، وأن العمل الفني هنا اعتمد على دمج الحالة المسرحية بالموسيقى والعروض المرئية والفنون الأخرى. وللمتابع حضور للمسرحية أو ردود أفعالها، يجد أن الملاحم المسرحية الشعرية الغنائية "السعودية" كتب لها الريادة والتاريخ في يوم التأسيس المبين لهذا العام، متماهية مع تفاصيل الحقب التاريخية وصولاً إلى الدولة السعودية الأولى مروراً بالثانية، ووصولاً للموحد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بتأسيس الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها لتضرب جذور التاريخ والتأريخ معاً. وتتباهى "المسرحية الملحمة" في فصولها مع المسيرة الأوج لملوك المملكة العربية السعودية - رحمهم الله - وصولاً إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، لتتسق "المسرحية" مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 والحراك الحيويّ الكبير الذي لا يهدأ في كل الاتجاهات والزوايا في كل شبرٍ تنمويّ داخل المملكة أو الموقع القيادي خارجها. بكل اختصار، المسرحية "كرنفالٌ" شعريٌّ ابتكاريٌّ موسيقيٌّ حركيٌّ يمثل أمّةً "سعودية" بامتداد تاريخها وتأريخها، إرثها وتراثها، بطولاتها حتى أمجادها، إبداعها حتى ريادتها. وسأختم، عندما العودة لسؤال مقالي من البطل في مسرحية "معلقاتنا امتداد أمجاد"؟، فسأستلهم إجابته من "البطل" عبدالرحمن بن مساعد، أن العمل نفسه - في عامين وبمشاركة ألف شخص - هو "البطل" بحد ذاته حيث لم يتم اختيار بطل رئيس فيه.. وتكون "معلقاتنا امتداد أمجاد" بكل المقاييس!.