في السنوات الماضية كان يُعرف في بعض الفرق لاعب يُطلق عليه لقب الجندي المجهول، ومركز هذا اللاعب هو محور الارتكاز، هذا اللاعب يقوم بأدوار كثيرة من قطع للكرات وتمركز سليم وغيرها من أدوار يتطلبها هذا المركز، ولا يظهر للأضواء ولا يعرف أهمية دوره إلا المدربون والفنيون وكذلك زملائه في الفريق خاصةً المدافعون وحارس المرمى، أما الآن فقد أصبح دور هذا اللاعب معروفا في ظل التطور في النقل وظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي أظهرت للمتابعين أهمية هذا اللاعب، وأصبح دوره واضحاً للمتابعين حتى أثناء المباراة. أصبحت جماهير الفريق الذي يوجد به مثل هذا اللاعب تتغنى به وتقلق في حال غيابه، أما الآن ومنذ عدة سنوات ظهرت أسماء تبدع وتسجل وتساهم بفوز فرقها ومنتخباتها بالمباريات والبطولات إلا أنهم لا يأخذون حقهم من الإشادة والتقدير، ولا تسلط عليهم الأضواء بل يبقون في الظل مع أن أهدافهم يراها كل متابع ومجهودهم واضح للجميع، النجم الأرجنتيني دي ماريا دائماً ما يظهر في المباريات المهمة وخاصةً النهائيات فهو صاحب هدف الفوز في ذهبية أولمبياد بكين عام 2008، وكذلك كان دي ماريا متألقاً في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014، والذي تمكن فيه الريال من تحقيق لقبه العاشر في هذه البطولة، دي ماريا كان صاحب هدف الفوز في نهائي كوبا أميركا عام 2021م، وسجل أمام إيطاليا في النهائي القاري الذي جمع بين بطلي قارة أوروبا وأميركا الجنوبية وفازت الأرجنتين باللقب، دي ماريا لم يكتف بهذا بل إنه وفي نهائي كأس العالم تسبب في ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول وسجل الهدف الثاني، وبعد خروجه تغيرت مجريات المباراة وتمكن المنتخب الفرنسي من تعديل النتيجة، ولم ينتصر المنتخب الأرجنتيني إلا بركلات الترجيح. كريم بنزيما هو أحد نجوم الظل ولكن في فترة سابقة، فالريال يقدم أداء متوازنا ومميزا عندما يكون حاضراً على أرضية الملعب، ويساعد الفريق على تحقيق الانتصارات، بنزيما كان يُهاجم لأنه لا يسجل كثيراً ولكن دوره التكتيكي ومجهوده الوافر يسمح للاعبين الآخرين بالتسجيل وخاصةً رونالدو. نجم آخر من نجوم الظل وهو الهولندي روبين، لم يأخذ هذا اللاعب حقه من الأضواء والاعتراف بأفضليته، روبين بعد انتقاله عام 2009 لبايرن ميونخ أعطى قوة إضافية للفريق، وساهم مع البايرن بالفوز بدوري الأبطال عام 2013، وكان صاحب هدف الفوز إلا أنه لم يأخذ حقه من الإشادة وبأنه اللاعب الأفضل في الفريق بل ومن الأفضل على مستوى العالم، فالأغلب يعتقد بأن ريبيري ونوير وربما مولر هم نجوم الفريق وبعدهم قد يأتي روبين. الإسباني بيدرو كان لاعباً في صفوف برشلونة، ولم يكن يُعتمد عليه أساسياً في كثير من المباريات، مع أنه يقدم مستوى مميز سواءً مع برشلونة أو المنتخب الإسباني، وكان بيدرو هو اللاعب الوحيد الذي سجل في البطولات التي فاز بها برشلونة عام 2009، وهو الموسم الذي يعرف بالسداسية التاريخية. السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هؤلاء اللاعبين لا يأخذون حقهم من الإشادة والاعتراف أيضاً بدورهم الكبير في الإنجازات؟ ولماذا لا تسلط عليهم الأضواء؟ ولماذا لم يرشحوا للفوز بالجوائز عوضاً عن الفوز بها؟ لا شك بأن هناك عدة أسباب منها: هؤلاء النجوم لا يقومون بقصات شعر غريبة أو مميزة أو تغيير في المظهر يجلب لهم الأضواء، مظهرهم عادي جداً هم لا يلتفتون لمثل هذه الأمور ولا يريدون لفت الانتباه لهم، تركيزهم مُنصب على العطاء وتقديم كل شيء مفيد للفريق، ومن الأسباب أيضاً هو عدم الاعتراض من هؤلاء النجوم على المدربين عندما لا يشركونهم أساسيين ولا يعترضون كذلك عندما يتم إخراجهم في أي وقت من المباراة، نجوم الظل لا يحرصون كثيراً على الأرقام والأضواء أو الحصول على مكاسب شخصية، يريدون أن يكسب الفريق، ويقدمون كل ما يستطيعونه للفوز، نجوم الظل بطبعهم أشخاص هادئون ولا يميلون للدخول في المشكلات أو افتعالها سواء في حياتهم العامة أو مع الفريق أو حتى أثناء المباراة. يتميز نجوم الظل بتقديم الدور الذي يطلبه منهم المدرب على أكمل وجه، التزامهم بالأدوار التكتيكية أحياناً يقلل من تألقهم وعطائهم الهجومي ولكن الفريق يستفيد من هذا الأمر وهذا قد يُشعر المتابع بأنهم أقل فنياً من النجوم الآخرين. دي ماريا