يوم التأسيس مناسبة نستذكر فيها واجباتنا نحو الوطن، ونذكّر أبناءنا بأمجاده وواجبهم نحو المحافظة على هذه الوحدة، والبذل والعطاء من أجل استمرار حياة كريمة يفتقدها كثير من المجتمعات؛ فمنذ مطلع القرن الماضي، أشرقت شمس آل سعود على هذه الأرض المباركة فنهضت بها نهضة علمية وثقافية وحضارية رافعةً لواء التوحيد، والعلم، والمعرفة، فأخذوا على عاتقهم أن يسيروا على ما سار عليه الأجداد والآباء، ذلك التاريخ المعجزة الذي خلق في نفسي فُرناً أنضج خبز نجاح، وتطلع إلى المستقبل المشرق المستمد من الكتاب والسنة، المستشرف إلى معالي الأمور. التاريخ مائدة الزمان ورواته كثر، ومن أدام النظر فيه فقد أوتي حظًا كبيرًا من العلم والحكمة والبصيرة، وزاد فوق عمره عمرًا مديدًا، واكتسب خبرات عديدة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فمنذ صغري لا يزال صدى كلمات والدي عن نهضة هذه البلاد المباركة، بقيادة الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - يتردد صداها في قلبي وعقلي، وكيف بنى هذا المجد والصرح الشامخ ووحد شتات هذه البلاد العظيمة، وجمع القبائل على كلمة واحدة. ودعوني أنتهز الفرصة للحديث عن جانب الأمن بالمملكة، يقول الله تعالى: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون». من المسلم في عصرنا الحاضر والعصور المتقدمة أن الرخاء ورغد العيش مرهون بتوفر الأمن والطمأنينة، بل إن الأمن مقدم على ما سواه فلم تبلغ الأمم المتقدمة ما بلغته من تطور ورقي وتقدم إلا بعد توافر الأمن والاستقرار وبذلك فتح المجال أمام المجتمع والأفراد لسبل الإبداع والتطوير، وقد عبّر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عن أهمية الأمن بمقولته في خطاب تاريخي ألقاه أمام ما يعرف تاريخيا باسم «مؤتمر الجمعية» والذي عقد في جدة حيث قال: «إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون». ولا شك أن هذه المقولة تعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى تنظر إلى المستقبل بعين القائد الذي يعرف مدى الأمن من أهمية في حياة الدول والشعوب. ولا ننسى المستقبل الواعد - بإذن الله -، بعد إطلاق رؤية المملكة (2030) وبرنامج التحول الوطني (2020)، وما تضمنته من خطط وأهداف تنموية، تسعى من خلالها البلاد، إلى النهوض بالوطن والمواطن في جميع المجالات، وتحسين جودة الحياة. ختاما: لقد تعلمت من أبي منذ الصغر حب هذا الوطن الكبير وكيف أن أضحي بالغالي والرخيص من أجل حمايته، وحماية مقدراته، فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.