أضحت ذكرى تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود، مناسبة فرح واحتفال على المستوى المؤسسي وكذلك بين الأسر السعودية، وكان قراراً حكيماً بأبعاد وطنية، ترسيم يوم في السنة يستذكر فيه السعوديون البدايات، بدايات ما نعيشه اليوم من استقرار سياسي وأمني واجتماعي. أصبح تاريخ 1727م موشوما في ذاكرة الجيل الناشئ، لأن من أهم ما يلحق بتحديد يوم احتفالي هو التعريف بتفاصيل المناسبة، واطلاع هذا الجيل على معنى يوم التأسيس، وشخصية الإمام المؤسس الاستثنائية، وثقافة المجتمع آنذاك، والتحديات التي واجهت المؤسس خاصة ترسية الأمن، واحتواء النزاعات، والدفاع عن بلدته الدرعية وسكانها، ثم بعد ذلك الدفاع عن الأراضي التي ضمها في سبيل إنشاء دولة بسعة جغرافية أكبر، كلما زاد اطلاع الجيل الجديد والأجيال القادمة على تاريخ بلادنا، كلما زاد لديهم الشعور بالولاء والانتماء، ونزعة الدفاع والذب عن وطنه خاصة في وسائل الإعلام الاجتماعي التي أصبحت ذراعا لمن يحاول النيل من هذا الوطن. الفرح صناعة، كل بيوتنا اليوم تحتفي بحب كبير واعتزاز وفخر بما آلت إليه الدولة السعودية، وبما يحيط بهم كأبناء لهذه الدولة، من حياة كريمة، واستتباب للأمن، رغم ما يحيط بدولتنا من نزاعات، وتهديدات واحتراب. تصنع المناسبة فرحة نراها في احتفالية كبيرة للزي السعودي للرجال والنساء والأطفال، إنه بمثابة عرض شعبي للأزياء، باجتهادات شخصية ظهرت بشكل فني وثقافي خلاّب، يعكس هويتنا التراثية، وبيئتنا المجتمعية، الجميع يعبر بالشعر والأزياء والسرد التاريخي وسواليف الأجداد، عن تاريخ هذه البلاد العريقة، ما يقارب 300 عام منذ نشأت الدولة السعودية، عاصرت خلالها تحديات كبيرة، سياسية واقتصادية، وفي كل مراحلها الثلاثة أثبت أبناؤها الأفذاذ أنهم رجال قلما يجود بهم التاريخ، استظلوا بظل الأئمة والملوك من أسرة آل سعود الكريمة، فكتب الله لهم النصرة والسؤدد وأكرمهم ببلاد عظيمة، تدهش العالم بإنجازاتها يوماً بعد يوم، وأصبحت محط أنظار الجميع، ومحل اهتمامهم. البلاد التي نمت بادرتها من بلدة الدرعية، نراها يانعة، استقامت بكل بهاء، بجذور ضاربة في التاريخ، ولا نستطيع أن نحكي عن هذه المنجزات الكبيرة دون أن نعرج على ما تحقق للمرأة السعودية من منجزات كبيرة باتت نموذجا يحتذى به من بقية الدول، المرأة التي ساندت رجال الدولة منذ البدايات، كأم وزوجة ناصحة بحكمتها ورجاحة عقلها، وحتى اليوم وهي تشارك مواطنيها من الرجال في العمل التنموي، وبناء دولة حديثة يشار إليها بالبنان، خاصة دورها في تأسيس وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني التي تساهم في خدمة المجتمع، وتوطين الوظائف، وإبراز الصورة المتمدنة للمملكة، وهو دور أكدت عليه ودعمته رؤية 2030، رؤية الخير والنماء التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كاستراتيجية بناء وطنية، وعمل على تنفيذها والإشراف والمتابعة لتفاصيلها ولي العهد الطموح، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي رسم لنفسه نموذج وطني يتطلع لمحاكاته كل الشباب، في المملكة وخارجها. في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة، وفي كل مناسباتنا العزيزة، نستذكر ما أنعم الله به علينا من نعم كبيرة، على رأسها القيادة الحكيمة النبيلة، التي تقود شباباً متمكناً مؤهلاً لبناء هذا البلد، والأمن والاستقرار الذي ننعم به، ونستذكر أن لهذه البلاد رجالاً خاضوا تحديات وقدموا التضحيات منذ 300 عام، لنكون على ما نحن عليه اليوم، نستذكرهم ونترحم عليهم، وندعوا بالسداد والتوفيق لمن جعل «جودة الحياة» مبدأ أساسياً لتحقيق رفاهية المواطن السعودي. *الرئيس التنفيذي لجمعية «طويق» التعاونية