تبقى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، منذ إنشائها منارة للثقافة، وكنزاً معرفياً في شتى علوم الدنيا، وتقدم للإنسانية منظومة ثقافية معرفية، وبرامج من الآداب والعلوم والفنون والمخطوطات والوثائق النادرة، ولم تغفل ثقافة الطفل، والمعارض النوعية، والفهرس العربي الموحد، والبوابات الرقمية لمختلف المكتبات العربية، وغيرها، هادفة إلى تشكيل الوعي الثقافي السعودي، العربي، والعالمي. كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – إحياء مناسبة الاحتفال بيوم التأسيس، بوابة نحو المعرفة والثقافة والاطلاع على التاريخ المجيد للمملكة وحضارتها، وجهود أبنائها، فكان مكتبة الملك عبد العزيز ملاذاً للمثقفين والباحثين والراغبين في المعرفة، وسبر أغوار تاريخنا العريق وحضارتنا الأصيلة، وثقافتنا وتراثنا الثري، فكان القرار لكل أبناء المملكة نقبوا عن كنوزكم في صفحات التاريخ، ابحثوا في مخطوطات ووثائق الأجداد المؤرخين والمستشرقين، ستجدون فخراً وعزاً بأقلامهم، وأفكارهم، على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم. تتجلى عناية مكتبة الملك عبد العزيز العامة فيما تقوم به من دور متجدد في خدمة المعرفة والثقافة، بل واللغة العربية عبر ما يرتبط بها من مشروعات، وبرامج، وأنشطة ثقافية تتمثل في تنظيم المعارض وعقد الندوات والمحاضرات وورش العمل والمشاركة في المؤتمرات الدولية التي تطرح موضوعات متعلقة باللغة العربية، بالإضافة لمنح جوائز للترجمة من اللغة العربية وإليها بمختلف اللغات العالمية بهدف إثراء اللغة العربية بالمصطلحات والمفاهيم الحديثة في كافة المجالات. فروع في عواصم عالمية استطاعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التعبير عن جهودها في نشر اللغة والثقافة العربية والتواصل الحضاري وحفظ التراث والمسؤولية المجتمعية، كما اتجهت للتوسع والانتشار بافتتاح فرعين لها في كل من الدار البيضاء بالمغرب، وفرع بكين في جمهورية الصين الشعبية، وقد تم إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين البلدين، التي تهدف إلى تدعيم أواصر التعاون والتبادل الثقافي، والتقارب الحضاري بين البلدين، والتعريف بالمملكة وثقافتها وإنجازاتها و«رؤية 2030»، وإلقاء الضوء على مبادرة الصين «الحزام والطريق»، ومن ثم تعزيز التواصل العلمي والثقافي بين الشعبين. الرحالة والمستشرقون والتأسيس خصصت مكتبة الملك عبد العزيز العامة برنامجاً للنشر العلمي يهتم بالتراث العربي، فأصدرت مجموعة من الترجمات لكتب الرحالة والمستشرقين الذين جابوا شبه الجزيرة العربية خلال بدايات تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، حتى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في 23 سبتمبر 1932م، حيث قام عدد من المستشرقين في تلك الحقبة بزيارة الدولة السعودية، وتسجيل مشاهداتهم للحياة السياسية والاجتماعية، فما كان من مكتبة الملك عبد العزيز إلاّ أن أصدرت العديد من الترجمات لكتابات هؤلاء الرحالة والمستشرقين. واهتمت المكتبة منذ إنشائها برصد النتاج الفكري للحج والعمرة من الكتب والصور النادرة للحرمين الشريفين، والمخطوطات التي كتبت في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمسكوكات الإسلامية التي سكت منذ ما يزيد عن الألف سنة وانفردت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة باقتنائها، ويمثل هذا التراث الحضاري والثقافي ذاكرة متكاملة لتاريخ الحرمين الشريفين باللغة العربية. عبقرية الفهرس العربي الموحد الفهرس العربي الموحد هذا المشروع يماثل كثيراً من المشروعات الناجحة على مستوى العالم، خاصة مركز المكتبات المحوسبة على الخط المباشر المعروف باسم أو سي إل سي ((OCLC)) في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ساهمت قاعدة بيانات الفهرس العربي الموحد في تسريع حوسبة العشرات من المكتبات العربية من خلال اتاحة التسجيلات الببليوغرافية لأوعية المعلومات العربية بشكل إلكتروني، وتأتي جهود الفهرس العربي الموحد منذ تأسيسه كمشروع عربي تعاوني ضخم تابع لمكتبة الملك عبد العزيز العامة، لتثبت أن خدمة اللغة العربية في طليعة أهداف المكتبة عبر إنشاء أكبر قاعدة لرصد الانتاج الفكري العربي على مر التاريخ وحصر ما يقرب من 2,300,000 (مليونان وثلاثمائة ألف) مصدر معرفي عربي لمختلف مصادر المعلومات القديمة والحديثة في قاعدة بيانات ببليوغرافية واحدة متاحة للبحث على مدار الساعة، وعمل الفهرس العربي الموحد على إثراء المكتبة العربية بتوفير العديد من الأدلة الفنية والعملية لتسهيل ضبط مصادر المعلومات العربية وفقاً لمعايير موحدة ومتوافقة مع أحدث الممارسات العالمية، وإتاحة تسجيلات الفهرس العربي الموحد داخل فهرس OCLC . أهم فوائد الفهرس العربي الموحد: حصر التراث الفكري العربي في قاعدة قياسية موحدة. توحيد الجهود العربية الرامية إلى تقنيين أعمال الفهرسة والتصنيف. تحقيق المشاركة في المصادر على ضوء ندرة المتخصصين. خفض التكاليف المترتبة على تكرار عمليات الفهرسة لنفس الوعاء في جميع المكتبات. المساعدة على انتشار الكتاب العربي بمجرد توثيقه في القاعدة الموحدة. نقل أوعية المعرفة العربية إلى جميع أقطار العالم. تشجيع واتساع حركة النشر للمؤلفات العربية. خدمة الباحثين وتشجيع البحث العلمي. تقريب المسافة بين الناشر والمتلقي من خلال شبكة الإنترنت. خفض تكاليف ميكنة المكتبات. تطوير أداة مساعدة لعمليات التزويد في المكتبات العربية. تحقيق التواصل بين المفكرين العرب. المكتبة الرقمية العربية الموحدة تشكل مبادرة المكتبة الرقمية العربية الموحدة قيمة علمية وثقافية ومعرفية تهدف إلى حفظ التراث والثقافة العربية والإسلامية ونتاجها الفكري، وتوحيد جهود رقمنة الأوعية العربية، وإنشاء قاعدة قياسية للمواد العربية الرقمية، فضلاً عن رصد المحتوى الرقمي العربي في أماكن وجوده؛ لتشكل مرجعًا أساسيًا يسهم في وصول الباحثين للمواد الرقمية العربية على شبكة الإنترنت. وتبقى مناسبة يوم التأسيس نبراساً ودافعاً للمعرفة والثقافة والتاريخ، خاصة لأجيال المملكة الواعدة الباحثة عن المعلومة الموثقة في قلب التاريخ التي تجسدها وتعرضها بفخر مكتبة الملك عبد العزيز.