ها هو الهلال يلعب أمام ريال مدريد، في مباراة هي محل أنظار العالم، في نهائي أكبر بطولة عالمية، بنقص لاعبين دوليين محليين، وإيقاف عن جلب محترفين، ودون أن يحظى بأساطير عالميين، كل ذلك لم يعق الهلال عن إصابة ما يبتغيه، فليس يريد الاكتفاء بالمشاركة لغرض المشاركة، بل طموحه أبلغ من ذلك بكثير، إنما يريد أن يكون نداً لأبطال العالم الكبار، عبر تحقيق كأس العالم كما تحقق هذه الأندية، كما قد كان النصيب الأكبر للهلاليين بانتصار المنتخب على بطل العالم الماضي في نفس البطولة، وهنا تتجلى صفة البطل بهذا النادي العريق، الذي نشأ وشب وشاب المحبون والعاشقون له على الاعتياد على البطولات حتى أصبحت بمنزلة الغذاء لهم، فلا يرضون بجائزة اللعب النظيف فيضعون مجسماً في أسوار ناديهم، ولا يرضون أن تخلو صفحاتهم من كأس القارة، كما لا يشعرون بعقدة النقص التي تجعلهم يزيدون في بطولاتهم كل حين، ولم يعتد جمهوره لُبس قمصان أندية أُخر تاركين ناديهم يخرج بمواسم صفرية، أقصى آمانيهم التوقيع مع فلان، أو استئجار الملعب الفلاني، أو نحو من هذا الفتات. فهنيئاً لهذا الجمهور بهذا النادي، وهذا النادي بهذا الجمهور. عبدالله البكر-الرياض