أعلن صندوق الاستثمارات العامة وبتوجيه سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الصندوق انضمام (الدرعية) خامس المشروعات الكبرى التابعة للصندوق إلى جانب نيوم والبحر الأحمر والقدية وروشن. شاهدت المشروعات المستقبلية (الجبارة) بالمجسمات التخيلية واستمعت لشرح تفصيلي لمشروعات متنوعة: سكنية وتجارية وثقافية وتعليمية وترفيهية ستكون مفخرة لكل سعودي ووجهة أكيدة لكل زائر، منها ما سيكون قد تم اكتماله بنهاية 2025، ومنها ما سيكون جاهزاً مع بداية 2030. يمتد مشروع الدرعية على مساحة تبلغ 14 كيلومترًا مربعًا، وتم وفقًا للمخطط العام تقسيم المشروع إلى مناطق عمل تشمل تطوير البنى التحتية، وقد تم مؤخرًا افتتاح مطل البجيري ويضم أكثر من 20 مطعمًا من أشهر المطاعم العالمية، من بينها أربعة مطاعم حاصلة على نجمة ميشلان، بالإضافة إلى سلسلة واسعة من المقاهي الفاخرة، كما تم افتتاح حي الطريف التاريخي للزوار، فيما يجري العمل على تطوير منطقة وادي صفار، وسبق أن أعلنت شركة الدرعية عن رؤيتها المستقبلية لمشروع ميدان الدرعية باعتباره المركز التجاري والقلب النابض لبوابة الدرعية، ويضم أكثر من 20 ساحة مفتوحة للاحتفالات داخل ميدان الدرعية، بالإضافة إلى عددٍ من الفنادق الفاخرة والمرافق والخدمات، حيث سيضم المشروع أكثر من 3 آلاف وحدة سكنية تنسجم تصاميمها مع البناء النجدي التقليدي، وأكثر من 300 وحدة سكنية لعلامات تجارية فاخرة، بالإضافة إلى 110 آلاف مترًا مربعًا كمساحة مكتبية إبداعية تضم أكثر من 23 مبنى مكتبيا. ويعتبر مشروع "وادي صفار" أحد أبرز هذه المشروعات، حيث تسعى الشركة لتحويله إلى وجهة سكنية ضخمة فاخرة، وذلك وفق الخطة الرئيسة لتطوير الدرعية، ويهدف مشروع وادي صفار إلى خلق بيئة سياحية فاخرة للباحثين عن التميز في خدمات الرياضة والضيافة والترفيه والتراث. وبالنظر إلى القيمة النوعية للعقارات في وادي صفار التي سيتم تسعيرها من بين الأكثر تميزًا على مستوى العالم، فإنه مؤهل لأن يكون الخيار الأمثل لتجمع النخبة، ومن ضمن مرافق خدمات الضيافة ونمط الحياة الفخمة التي يتميز بها وادي صفار كوجهة عالمية مذهلة، سيكون هناك ملاعب ونادي غولف من تصميم بطل الغولف الأسترالي غريغ نورمان ونادي الدرعية الملكي للبولو والفروسية. كما ستكون جميع المشروعات التطويرية في الدرعية مواكبةً لأهداف الهيئة بما يدعم الإستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 100 مليون سائح إلى المملكة من أنحاء العالم بحلول 2030. وتمتاز محافظة الدرعية بعمقها التاريخي وطابعها النجدي الفريد، فهي تحتضن أصالة الماضي وازدهار الحاضر وفرص المستقبل، وجميع هذه الميزات ستشكّل قيمةً كبرى ترتبط بجميع مشروعاتها التطويرية، وهي لا تقتصر على مشروع بعينه، ولكنها سمة وعلامة فارقة ومميزة لمختلف المشروعات كحي الطريف التاريخي وميدان الدرعية ومطل البجيري والمسار الرياضي على امتداد وادي حنيفة وغيرها من المشروعات، وكذلك ما يرتبط بها من بيئة عمرانية وتجارية. ومن المهم الإشارة هنا إلى الاتفاقية التي سبق أن وقعتها هيئة تطوير بوابة الدرعية مع وزارة الثقافة، حيث تتضمن التعاون مع شركة الدرعية في تنمية البنية التحتية الثقافية بأصول مختلفة تخدم القطاع الثقافي والفني والواقعة ضمن النطاق الجغرافي لمحافظة الدرعية، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات الثقافية والتراثية المشتركة لتطوير عددٍ من الأصول التعليمية والثقافية ضمن المخطط الرئيسي للدرعية. تعمل شركة الدرعية وفق مخطط واضح المعالم والأهداف، ووفق فترات زمنية محددة، وتم الأخذ في الاعتبار طبيعة كل مرحلة من مراحل المشروع ومتطلبات الإنجاز بالرجوع إلى معايير هندسية وفنية دقيقة. وقطعت الهيئة شوطاً كبيراً في مسيرة العمل؛ لا سيما فيما يتعلق بالبنى التحتية والمرافق والخدمات المساندة، بما ينسجم مع إستراتيجيتها الرامية إلى تحويل الدرعية إلى وجهة عالمية أولى، وما سيترتب عليه من تعظيم للأثر الاستثماري والاقتصادي في المملكة، عبر الاستفادة من الكثافة المتوقعة لزوار الدرعية وسكانها خلال المرحلة المقبلة بعد اكتمال مشروعات التطوير، وتعزيز تنافسية الدرعية عالمياً كوجهة مميزة ونموذج عالمي يمتاز بجودة وتنوّع أنماط الحياة، حيث بلغ إجمالي الميزانية المعتمدة لكامل المشروعات نحو 63.2 مليار دولار. وتعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية وفق نهج تكاملي مع كافة القطاعات الحكومية المعنية في كافة المجالات من خلال التعاون البنّاء، ومنها المجال الصحي، حيث تطلق الهيئة المبادرات والبرامج التي تساهم في رفع الوعي الصحي من خلال ورش العمل أو زيارات المدارس وكذلك المعارض المتخصصة في صحة المجتمع، انطلاقًا من إدراكها لأهمية المسؤولية الاجتماعية في تعزيز البيئة الصحية. ولا يقتصر الأمر على الجانب الصحي فقط؛ وتدرك الهيئة أهمية بناء الشراكات وتوثيق الصلات وتعزيز التعاون في شتى المجالات مع شركائها من الجهات والهيئات الحكومية، بالشكل الذي يدفع لتحقيق الأهداف والتوجهات. وقد أُبرمت اتفاقيات تشمل مجالات التوظيف والتدريب والبحوث الأكاديمية وخدمات المعارض وتبادل الخبرات وتنمية وتطوير الموارد البشرية، كما تحرص على تعزيز التعاون في المجالات الأخرى بما يخدم خطتها الاستراتيجية، ويعود بالنفع على سكان وزوّار الدرعية. وأخيراً حرصت هيئة تطوير بوابة الدرعية على تفعيل المبادرات الثقافية، انطلاقاً من حرصها على حفظ الثقافة والتراث، والسعي لنقل ثقافة المنطقة بصورتها الحقيقية. وأقامت الهيئة العديد من البرامج والمبادرات المختلفة، مثل مبادرة "الدرعية.. بيت العرضة"، والتي تشهد في الوقت الحالي إطلاق النسخة الثالثة منها، بعد تحقيق أول نسختين لنجاحات كبيرة، وتهدف المبادرة إلى تدريب النشء الذين تتفاوت أعمارهم بين 12– 17 عاماً على فن العرضة السعودية وأصولها على يد أمهر مؤديها. كما أطلقت الهيئة مبادرة التاريخ الشفوي، حيث تعتمد على إجراء حوارات شفهية مصورة مع كبار السن في الدرعية، وتسجيل رواياتهم وقصصهم غير المدرجة في كتب التاريخ المعنية بالمنطقة، وهي مبادرة لا تشمل عملية تصوير وإنتاج وتوثيق للروايات، ولكن تمتد لوضع معايير دقيقة لانتقاء الرواة ودقة وترابط الرواية أو الحدث عن طريق متخصصين وخبراء وعاملين بالدرعية. كما شهد حي الطريف التاريخي إطلاق العديد من المبادرات الثقافية بعد إعادة افتتاحه، ويتاح لزواره مشاهدة فعاليات "النُزُل"، وهي عبارة عن تجسيد لواقع الدرعية قبل 300 عام، من وسط حي الطريف التاريخي، إذ توجد مجموعة من الرجال والنساء والأطفال يحاكون واقع المعيشة في ذلك المكان، وواقع الأسواق حينها، وطرق الصناعة والمنتجات اليدوية. كما تقام عروض العرضة السعودية أمام قصر سلوى، وعروض فن السامري في قصر الأمير ثنيان بن سعود، بالإضافة إلى عروض الخيل العربية الأصيلة التي تقام مقابل المعرض الحربي، وكذلك العرض المرئي على واجهة قصر سلوى الذي يحكي قصة 300 عام من الأمجاد والبطولات. بالإضافة إلى ورشات عمل صناعة الطوب الطيني ومعرض الخط العربي. كما يحتوي حي الطريف التاريخي على عدة معارض وهي: معرض الدرعية، ومعرض الخيل، والمعرض الحربي والعديد من المعارض المتاحة للزوار، إلى جانب وجود مرشدين سياحيين داخل الحي لاصطحاب الزوار في جولة سياحية مليئة بالمعلومات التاريخية عن أرض الملوك والأبطال.