تحدَّث المستكشف البريطاني مارك إيفانز -خلال رحلة إعادة إحياء قلب الجزيرة العربية التي يقوم بها وفريقه- أنه محظوظ وسعيد برفقة فريقه واستمتاعه بخوض تجربته الاستكشافية لصحراء المملكة على خطى المستكشف عبدالله فيلبي آنذاك. وعبر إيفانز عما شاهده من جمال رباني في صحراء المملكة، التي تزخر بتاريخ عريق وحضارات وأماكن تكتنزها أرضها وجبالها ووديانها، عادًّا إطلالة النجوم على الجبال والرمال ليلاً تعطي إلهاماً وتأملاً في الكون وإبداعه. وأفاد أن الإقامة في الصحراء وبين جنبات الرمال والجبال رغم قسوة الشتاء القارس ولفحات الكتل الهوائية، إلا أنها تشعرك وكأنك في أفخم المنتجعات، وتتميز بأنها من صنع الطبيعة الجميلة بعيداً عن الضوضاء. وقال: "الناس في المملكة الذين يشعرونك وكأنك واحد منهم، أنا محظوظ وسعيد، شعرت أنا وفريقي الاستكشافي أننا بين أهلنا وأصدقائنا، لم نشعر بالغربة يوماً، الناس هنا يتميزون بالكرم والعطاء ويتهافتون لضيافتنا في أماكنهم؛ تعبيراً عن سعادتهم بلقائنا في أثناء سيرنا ومرورنا بمناطق سكنهم، إنه شعب عظيم وتاريخ عريق". ونوه المستكشف البريطاني مارك إيفانز، بالتنوع الجغرافي الذي تمتع به المملكة وما تزخر به من تنوع في التضاريس، مشيراً إلى تعدد الأماكن الأثرية والتاريخية والأدوات المستخدمة وبقايا الحيوانات والطيور التي تعد شاهدة على حقبة زمنية. وقال إيفانز: "في كل مكان من المملكة هناك نحوتاً على الصخور أو وجود للإبل، حيث تعد صديقة الإنسان العربي منذ القدم وهي دلالة على وجود حضارات وحياة كانت في تلك الأماكن، إضافة إلى الآبار المائية السطحية التي أعتقد أنه أعيد ترميمها مؤخرا حيث تتجمع فيها أيضا مياه الأمطار وتعد مكان لسقاية الإبل والحيوانات الأخرى، ومكان للاستزاده بالماء لعابري الصحراء. وأبدى إعجابه بتنوع وألوان وأشكال الجبال التي شاهدها ضمن مسار الرحلة كذلك تجويفاتها من الكهوف التي بداخلها وما تحتويه من منحوتات ودلالات وتفسيرات تحتاج إلى دراسة علمية دقيقة. فيما عبر الفريق المستكشف عن سعادته بما رآه من جمال المكان وما يضمه من مقومات طبيعية متنوعة. وواصلت رحلة إعادة أحياء قلب الجزيرة العربية بقيادة المستكشف مارك إيفانز وفريقه، في يومها السادس في الصباح الباكر إلى "وادي السرداح" متجهة إلى غرب المملكة لتمضي اليوم الذي يليه ب"جبل خنزر" وحافة النفود للوادي، بعد مرورها بقرية مزعل لتمضي مسيرتها بشق الجبال سيرا على الأقدام باتجاه الرويضة التي أمضوا فيها ليلة واحدة وسط الشتاء القارص. أبدى إعجابه بتنوع وألوان وأشكال الجبال إيفانز يعبر عما شاهده من جمال رباني في صحراء المملكة بعض الآثار القديمة في الصحراء