مفهوم الثقافة لدى كثير من المعنيين هو مجرد امتلاك الشخص لمجموعة من المعلومات المتنوعة، والحقيقة أن للثقافة أبعاداً غير مؤطرة، ومعناها أشد عُمقاً من هذه الرؤية المحدودة. الثقافة هي الاطلاع، هي الانفتاح الفكري، هي المعرفة، هي المعلومة الحقيقية، هي الإبداع الفكري والتقبّل وأكثر من ذلك بكثير. فتراث الشعوب ثقافة، المعلومات العامة ثقافة، تصرفات المجتمعات ثقافة وأكلاتهم، وهناك الكثير من الأشياء التي تندر ضمن قاموس الثقافة. وتعارف بشكل شامل بين المفكرين على أن الثقافة هي: التمكُّن من العلوم والفنون والآداب، وهي الغنى الفِكريّ والمَعرِفة الواسعة، فإذا أردت أن تكون مثقفاً بحق، فأنت تحتاج إلى الكثير من الوقت والعمل لتحقق هذا الهدف في تكوين شخصيتك الثقافية. ابدأ اليوم بالتعلّم وحاول تقبل كل اختلاف يواجهك، وأن تفهمه أكثر وتتعرف عليه أكثر دون الاضطرار إلى العمل به أحياناً، ليس هناك مانع من التعرف على تفكير فئة معينة أو شعب معين للاستزادة، لكون الاطلاع على ثقافات الشعوب هي بلاشك تمد الإنسان بزخم معرفي، وتجعله أكثر معرفة بالناس والحياة عموماً، عندما يتعرف على التنوع الثقافي الذي تعيشه الشعوب، لكون الثقافة كما ذكرنا أنها لا تقتصر على تعريف معين، لكونها منظومة من الأمور المترابطة بعضها ببعض، حتى أن عادات وتقاليد وملابس وأزياء شعوب معينة تندر ضمن ثقافتهم، فانت عندما على تلك الجوانب في حياة تلك الشعوب تكون قد اطلعت على ثقافات تلك الشعوب، وهذا ما يجعل المجتمعات اليوم تدعو إلى التعايش عبر مزيد من التلاقح الفكري والثقافي الذي سهله لنا وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتبر هذا الأمر ضمن محاسنها، رغم ما تحمله من سلبيات كثيرة. * كاتبة وإعلامية سعودية