احتضنت إحدى القاعات الشهيرة بالمدينةالمنورة حفل توقيع كتاب: "الصحابة الذين يتقنون اللغات الأجنبية" للروائي عبدالرحمن سليمان النزاوي الجهني، وكان "الوفاء" العنوان الأبرز للأمسية الثقافية التي كانت بطلتها والدة المؤلف السيدة عائشة العنزي والتي دلفت إلى بهو القاعة راعية للحفل، لتعلن للحضور اعتزازها بالطابع التوثيقي الأصيل الذي انتهجه نجلها وسلكه في مدوناته. وأكد الكاتب النزاوي ل"الرياض" أنه لم يواجه صعوبة في اختيار عنوان لمؤلفه الثاني كما هو حاله مع روايته: "سعودي في بيروت 1955م"، والتي سجلت ارتفاعاً في مبيعاتها، بعد أن أشعلت أرصفة الحكايات، وهي تدون لمرحلة جمعت المفارقات وشظف الحياة وصعوبتها، مشيراً إلى أن إصداره الثاني لا يسير في ذات الاتجاه الروائي إلا أنهما يتقاطعان في الاتكاء على التاريخ كمنهل عذب يلامس شغفه واهتمامه، وبعيداً عن تصنيف الأجناس الأدبية، فالخروج بالكتاب من الظل إلى دائرة الضوء تحكمه الكتابة الإبداعية تحت أي مسمى أو تصنيف. هذا وتناول الكتاب عناوين بارزة منها: أسباب دخول اللغات الأجنبية في الجزيرة العربية وخاصة في العهد النبوي من عدة محاور، أهمها: تعريف اللغة البعثة النبوية، إسلام الكثير من العرب والعجم، سكن بعض الأعاجم في الجزيرة العربية قبائل وأفراداً، وجود العبيد والموالي، الأمومة والخوؤلة والنزالة الأعجمية، المعاهدات والتعليم، الحج في الجاهلية والإسلام، رحلة الشتاء والصيف والأسواق العربية، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعلم اللغات، متمثلاً بترجمانه زيد بن ثابت رضي الله عنه، إضافة إلى وصف المدينة بداية من المقدم الشريف مروراً ببناء مسجد قباء والمسجد النبوي، وانتهاء بوصف بناء المساكن والدور والأسواق، مستعرضاً طرقات المدينة وأزقتها ومزارعها ومعرجاً على الحالة الاجتماعية والملبس والمأكل والحرف والمهن التي امتهنها الصحابة رضوان الله عليهم. كما استعرض المؤلف دور المرأة في الإسلام خلال الغزوات، المهن والحرف، المكون السكاني وسياسة النبي الكريم الداخلية متمثلة بصحيفة المدينة والمعاهدات مع القبائل العربية المجاورة والخارجية بإرسال الرسل إلى ملوك الأرض، والعدد التقريبي لسكان المدينة في العهد النبوي، إضافة إلى جوانب من السيرة الشريفة للنبي الكريم وتقريبها بصورة فريدة، صفاته وزوجاته وأبنائه ومواليه وأمواله حتى يوم وفاته عليه الصلاة والسلام.