عملية طبيعية يقوم بها الجسم للتخلص من الكميات الزائدة من الماء عن حاجة الجسم يلعب الجهاز البولي دورا بالغ الأهمية في جسم الإنسان فبتعطله عن العمل فإن حياة الإنسان لا يمكن أن تستمر إلا إلى أياما معدودة. هذا الجهاز الحيوي يتكون في جزئه السفلي من المثانة البولية وصمام التحكم البولي ومجرى البول (الإحليل البولي)، بالإضافة إلى غدة البروستات عند الرجال. وبخلاف البروستات، تعمل هذه الأجزاء بشكل منتظم ومنسق للقيام بوظيفتين أساسيتين: هما تخزين البول تحت ضغط منخفض، وتفريغه خارج الجسم (التبول) في الزمان والمكان المناسبين، ويتم تنظيم هذا العمل المنسق بواسطة الجهاز العصبي المركزي والطرفي. من ناحية أخرى، تبلغ سعة المثانة البولية عند البالغين بين 400 و500 ميلي ليتر، وحيث إن الشخص العادي يفرغ حوالي ليتراً أو ليترين من البول يومياً فذلك يدفعه إلى التبول عدة مرات أثناء النهار بواسطة تقلصات عضلات المثانة وارتخاء الصمام الداخلي حول عنقها والصمام الخارجي حول الإحليل وبداخله. وبسبب مطاوعة ومرونة عضلات المثانة يمكنها استيعاب حوالي 25 % إلى 50 % من سعتها البولية بدون ارتفاع الضغط داخلها الذي لا يتعدى عادة 5 إلى 15 سنتم. وعند تجاوز حجم البول 50 % من سعة المثانة يحدث حث لبعض الأعصاب الحسية من فئة ألفا دلتا التي تنشأ من أعصاب الحوض والتي تقود إلى تنبيه الشخص حول امتلاء المثانة بالبول، وعندما تصل تلك الكمية إلى حوالي 75 % من سعتها فإن ذلك يسبب إلحاحاً شديداً ورغبة جامحة للتبول يمكنه كبته لبعض الوقت. هذه العملية الإبداعية للتبول عند الإنسان هي عملية طبيعية يقوم بها الجسم للتخلص من الكميات الزائدة من الماء بما فيه من أملاح ومعادن زائدة عن حاجة الجسم، ويقوم الجهاز البولي بتنقية السوائل التي تدخل جسم الإنسان، والتي ليست كلها فقط مياه الشرب بل كذلك المياه التي تنتقل إليه من خلال المنتجات الغذائية الأخرى والتي تصل إليه عبر الجهاز الهضمي. لذا فالتبول يعد من الإشارات التي تدل على صحة الجسم بشكل عام وعلى بعض الإصابات المرضية في العديد من الأحيان، وعند ملاحظة تغيرات في هذا النظام يفضل استشارة الطبيب للقيام بفحص البول أو فحوصات أخرى للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية والتعامل مع المشكلات في حال وجودها في وقت مبكر. في المقابل فإن حبس البول عمدا عند الرغبة الشديدة في التبول قد يكون لها تأثير سلبي كبير على صحة الإنسان. ومن سلبيات حبس البول لفترات طويلة ما يلي: 1 - وقوع سلس البول أو التبول اللا إرادي: فعندما تمتلئ المثانة بشكل كبير يفقد الشخص فرصته في الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب. ويمكن تخيل المثانة كالبالون الذي يمتلئ بالمياه وكلما أجل الشخص الذهاب إلى الحمام تصبح أكبر وأثقل، مما يشكل ضغطا على العضلات وقد يؤدي إلى التسريب البولي. 2- إضعاف قاع الحوض: عندما تجبر المثانة على حمل البول لساعات، تبدأ العضلات في قاع الحوض في الارتخاء وفقدان قوتها. وكما أشرنا أعلاه فإن عضلات قاع الحوض تنقبض بطريقة منسقة للمساعدة إما على إفراغ البول أو تخزينه، لكن إذا ما تم حبس البول باستمرار فقد ينتهي الأمر بوجود خلل وارتخاء في عضلات قاع الحوض والذي يسبب فقدان السيطرة على وظائف المثانة مع مرور الوقت. 3 - الشعور بألم البطن لفترة طويلة: حبس البول لوقت طويل جدا يؤدي إلى آلام مزعجة في أسفل البطن والتي قد لا تزول لفترة طويلة تستمر عدة أيام بسبب تشنج العضلات وعدم قدرتها على الارتخاء. 4 - توسع أو تمدد المثانة: التعود على حبس البول يؤدي إلى تمدد جدار المثانة وتوسعها على المدى البعيد. أحد الآثار الجانبية لتمدد أو توسع المثانة بشكل مفرط هي فقدان القدرة على استقبال الإشارات التي تدل على حاجة المرء إلى إفراغ مثانته، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة الضغط داخلها ورجوعه إلى الكلية ومن ثم الفشل الكلوي في مراحل متأخرة. والخلاصة: أنه ليس على الشخص التبول في نفس الدقيقة التي يشعر فيها بالرغبة في التبول، ولكن لا ينبغي عليه أبدا أن يصل إلى النقطة التي يشعر فيها بعدم الارتياح أو الألم، إذ أنه وعند الوصول إلى تلك المرحلة فإنك تكون قد حبست البول.