حقيقة ما نشاهده من اهتمام بالصياهد بتعزيز تراثنا وخدمته بدعم من حكومتنا الرشيدة اللامحدود في جميع المجالات لتكون السعودية في موقعها الحضاري الذي يليق بها بين الدول؛ وهو اهتمام ليس بغريب؛ فرؤية السعودية 2030 داعمة لجودة الحياة وتعزيز الهوية وخدمة الموروث الثقافي الذي سيكون ملهماً للأجيال. وحقيقة لكل أمة تراث وآثار، والأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتراثها وآثارها باعتبار أن ذلك التراث وتلك الآثار جزء أساسي من مكونات تاريخ وحضارة وهوية تلك الأمة، وهي التي توثق وتكشف عن عراقة هذه الأمة وتدوين تاريخ واضح وصادق لأبرز ما مر بهذه الأمة من أحداث، كما أنها تشكل وثيقة عهد بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية والأجيال القادمة، وهمزة وصل بين الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد، وتحافظ على الهوية التي تميزت وتتميز بها هذه الأمة عن غيرها من الأمم، وتوثق الصلة بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة، وتمنحهم الشواهد الحية التي تجعلهم قادرين على الاعتزاز بتراثهم وآثارهم وتاريخهم. ومن اللافت للنظر ما نراه من اعتزاز بالتراث في مملكتنا، حيث مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل والذي انطلق منذ فترة في نسخته السادسة، والمقام حالياً في الصياهد قرب العاصمة الرياض وهو اعتزاز بالموروث الثقافي السعودي، في عرض مجموعة من الفعاليات المصاحبة لهذا المهرجان حيث الحرص على إظهارها بالشكل الواقعي، بما يعكس حقيقة العراقة التاريخية للجزيرة العربية ولا يخفى علينا ما تشكله الإبل من معانٍ مختلفة لدى أبناء السعودية. وهذا بالفعل ما نريد تأصيله لدى الجيل القادم ما يهمنا هو الوطن وأبناؤه، ويعتبر هذا المهرجان دعما كبيرا لرياضة الهجن، وتعزيزا لها، ناهيك عن الأثر الإيجابي الكبير على الجانبين الاقتصادي والسياحي الذي رفع حقيقة من مستوى السياحة في بلادنا؛ نظير كثافة الحضور للمهرجان ما بين ملاك وجمهور ومحبي هذا الإرث الكبير، ويؤكد ذلك أن لنا بصمة واضحة في نقل هذا الإرث نحو العالمية وكذلك تحقيق رؤية 2030. وقد عملت حكومة المملكة العربية السعودية بتثقيف المواطن السعودي بكل ما لديه من إرث ثقافي وعمراني، وذلك بالعمل على إيجاد مهرجانات ومنها هذا المهرجان، ولعلني أقول إن من واجبنا أن نحافظ على موروثنا الثقافي والعمراني للأجيال القادمة لكي تنعم بتاريخها وتحافظ عليه وعدم العبث به والمحافظة عليه، وهذا ما تعمله قيادتنا الرشيدة - حفظها الله -، وحقيقة كلمة شكر للشيخ فهد بن فلاح بن سلطان آل حثلين مؤسس ورئيس المنظمة الدولية للإبل، ورئيس نادي الإبل ورئيس الاتحاد الدولي لبولو الإبل، لما يقدمه من اهتمام بهذا الموروث التراثي الذي نعتز به.