القاص والكاتب جمعان بن علي الكرت الغامدي، من مواليد بلدة رغدان بمنطقة الباحة عام 1959م، حاصل على شهادة البكالوريوس عام 1400ه، قسم الجغرافيا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقد عمل معلماً بمتوسطة الباحة في أول عام من مسيرته التعليمية، ثم انتقل إلى متوسطة وثانوية رغدان ليستمر بها قرابة عقدين من الزمن. بعد ذلك تم ترشيحه مشرفاً تربوياً متعاوناً لمدة عامين دراسيين، ثم تم تفريغه للعمل في الإشراف التربوي للمواد الاجتماعية بتعليم الباحة من بداية عام 1421ه، كما عمل مساعداً لمكتب التعليم وسط الباحة حتى تقاعد. وله اهتمامات في الكتابة المسرحية منها: على مفترق الطرق، الرمانة الذهبية، المارد والغابة، الأخيرة عرضت في الجنادرية عام 1426ه، وضمن برامج صيف الباحة، وقد ترجمت عدداً من مجموعاته القصصية إلى اللغة الإنجليزية. وأول كتاب صدر له مجموعة قصصية بعنوان «فضة» وذلك في عام 1419ه، وقد حظيت بالانتشار الواسع، وبالكثير من الدراسات النقدية، ثم أصدر مجموعته القصصية الثانية «عناق» عام 1429ه، تلاها في عام 1430ه مجموعة قصصية بعنوان: «سطور سروية» ومن أجواء الكتاب: «ينساح موال -خضران- بين ثنايا صوت الناي، ويستمر يطلق أصواتاً من حنجرته المتعبة حتى تصاب بالوهن، عندما تتراخى يداه ليضع أنبوب الناي الخشبي، ويطرح جسده على طراحة الرين ويتقلب بضيق على فراشه حتى تطل الشمس من ركنها الشرقي على أرجاء الكون ومنه القرية. في الفجر تبدأ الحركة والأصوات تتناثر بين الشعاب.. وخضران يكتفي بفتح شطر النافذة التي تطل على الوادي ليرى بوضوح قطيفة خضراء غطت جسد الجبل، كانت وقتها عيدان الذرة ترقص بفرح مع نسيم الصباح. مرجمة «عيشة» تلاحق الطيور الصغيرة. تذكر كلمة قاسية قالها والدها بأن ليس لدينا بنات نزوجهن لمجانين، وراح يشهق بالبكاء، في التو انداحت كلمات جمعها على شكل قصيدة أعاد نظمها وراح يغني.. التفت جانباً ووجد الناي حزيناً، مد يده بحنو بالغ أمسك الناي ووضعه قريباً من فمه وقبله عدة قبلات». ثم أصدر مجموعة قصصية قصيرة جداً بعنوان «وميض الرماد» ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وقد حازت على جائزة الإبداع الأدبي بمنطقة الباحة. وفي عام 2013م أصدر مجموعته القصصية الرابعة «بوارق» ومجوعتاه بوارق ووميض الرماد هما من جنس القصة القصيرة جداً «ق.ق.ج» وتعتمدان على الاختزال واقتصاد اللغة وتوسيع دلالات المعنى. كما صدر له طيف، ورواية أنين الجبل، وكتاب على ضفاف وادي قوب الذي قال عنه الكرت: «وادي قوب الذي يشق طريقه بدءاً من الجادية والطويلة مروراً ببني سعد ورغدان والزرقاء والباحة ومحضرة والملد لينساح في السفوح الشرقية، في هذا الوادي استودع الأهالي أسرارهم وأحلامهم وآمالهم وأحزانهم فغداً أيقونة للود والحب، وسلة غذاء، ومرتعاً للجمال، يحفز الشعراء لقرض الشعر، والفنانين لرسم أبهى اللوحات، وللرواة والقصاصين السرد البهي. ولمحبي وعشاق الطبيعة التماهي في فضاء المكان تأملاً واستمتاعاً، الجميل في هذا الوادي أنه اكتسب هويته من ثقافة ساكنيه قبل أن يكتسبها من تكونه الجغرافي، فتحولت ضفافه إلى حقول تزدهي بسلال الخير وقصائد الشعر، وحين نطل على الوادي تتفتح نوافذ القلب فتفيض مشاعر الرضا وتتوالى الذكريات» . وعن القرية يقول الكرت: «هي الوثيقة الحيّة للموروث الثقافي، والأسطورة أحد مكونات الثقافة، واستحلاب الحكايات القديمة من ذاكرة القرويين واحدة من المهام الأساسية لأي روائي أو قاص لأن المدنية بمؤثراتها قادرة على مسح الذاكرة القروية وهنا تأتي ضرورة توثيق تلك الحكايات ورصدها بأسلوب يجمع ما بين الواقع والخيال». كما أن الكاتب جمعان الكرت له مشاركات في مجال المقالة الأدبية والاجتماعية والقصة القصيرة نشرت في عدد من الصحف والمجلات الأدبية المحلية والعربية والمواقع الإلكترونية في داخل الوطن وخارجه، وكان عضواً في مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي، وعضو اللجنة الإعلامية لجائزة باحة الفنون التشكيلية، وله زاوية ثابتة بعنوان «أوراق ملونة» في مجلة الباحة التي تصدر عن الغرفة التجارية، وشارك في إحياء أمسيات قصصية بنادي الباحة الأدبي وفرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة. كما شارك في إحياء أمسيات قصصية بنادي جدة الأدبي ونادي حائل ونادي أبها ومكة المكرمة والرياض، وشارك ضمن الوفد الثقافي السعودي في الفعاليات الثقافية التي أقيمت في دولة اليمن الشقيق، وشارك في إحياء أمسية قصصية في مدينة المكلأ باليمن، أيضاً شارك مع مجموعة من التربويين في إصدار كتاب تربوي عن الإشراف التربوي، وعمل عضواً في هيئة تحرير مجلة بروق ورئيس تحريرها التي تُعنى بالقصة القصيرة ودراساتها، كما عمل رئيس تحرير مجلة الوسط التربوي، وحاز على الكثير من شهادات الشكر والتقدير والدروع التذكارية ومنها شهادة تقدير للفوز بدرع في مسابقة وزارة التربية والتعليم في مجال التأليف المسرحي عام 1421ه، وحصل على دروع تذكارية من إمارة منطقة الباحة، وأمانة الباحة، ونادي الباحة الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون، ووزارة والتعليم، نظير أعمال الأدبية المميزة. من إصدارات الكرت