تختلف إدارة المشروعات الإبداعية عن إدارة المشروعات التقليدية، فهي تقدم العديد من الخدمات، مثل: التسويق، والإعلام والرقمي، والإنتاج الفني، وهي مسؤولة عن تنظيم العمل بين أفراد الفرق المتنوعة التخصصات، والتواصل مع أصحاب المصلحة، مع الالتزام بحدود الميزانية والنطاق المعتمد لإنجاز المشروع، ولكن لماذا سميت مشروعات إبداعية؟ لأن المخرجات ليست منتجات ملموسة، وإنما مواد سمعية، أو بصرية، أو مرئية، وقد تكون خليطا بينهم تخاطب المتلقي في المقام الأول بناء على الرؤية الإستراتيجية لإدارة الاتصال المؤسسي في المنشآت الحكومية والقطاع الخاص أو القطاع الثالث غير الربحي، فهو عمل يشترك فيه كتاب المحتوى الإبداعي والمصممين، والمصورين، والمنتجين، في تموضع يتمحور حول المواءمة بين الفكرة والتنفيذ. لتحقيق أهداف المنشأة وتوصيل رسائلها فإن كتابة نص يلفت الانتباه للقراءة ويبني الوعي ليس مثل كتابة مقال مطول تثقيفي أو مقال تسويقي، فهي عملية إبداعية تحتاج إلى مدير مشروع إبداعي، يقوم بتنسيق الجهود المشتركة بين أعضاء الفريق بطريقة تناسب الفئة المستهدفة وتحقق الرؤية وتعكس تطلعات المؤسسة وتعكس نبرتها على المحتوى المقدم. تختلف إدارة المشروعات الإبداعية عن التقليدية، بأنك تتعامل مع أشخاص مبدعين، وتقيس نتائج العمل بناء على تفاعل الجمهور واستهلاكه للمحتوى وزيادة المبيعات. كمدير مشروع إبداعي تقع عليك عدة مسؤوليات بحسب الإستراتيجيات المطلوبة، والتي تتقاطع مع مهارات الفريق وإمكانياتهم، تصنيفها بشكل سليم وتطوير الموظفين ووضع الميزانيات المعتمدة للحملات التسويقية والإعلانية، وكذلك تحديث سجل المخاطر، مع ضمان تنفيذ الأعمال في الوقت المحدد، وفي إطار الميزانية. المواءمة بين أعمال الكاتب، والمصمم، والسيناريست، والمنتج الذي يجيد استخدام برامج المونتاج، وكذلك المسوق الإلكتروني الذي يتعامل مع الخوارزميات لكي يظهر الإعلان عند البحث عنها في محرك البحث غوغل بناء على استهدافه للكلمات المفتاحية المناسبة، وتحقيق الأهداف من الحملات سواء المبيعات أو زيادة المتابعين عن طريق تقديم محتوى يلائم احتياجاتهم، وكذلك بناء علاقة جيدة مع الجمهور المستهدف بالإضافة إلى تعزيز الوعي للعلامة التجارية. قد تكون مدير مشروع إبداعي مسؤول عن تلك العملية بشكل كامل، ولكن كما أوضحت سابقاً تختلف المهام بحسب القطاع، بل من الممكن أن يتغير المسمى الوظيفي ما بين مدير الإعلام الرقمي، أو مدير التسويق الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي أو مدير مشروع إبداعي، جميعهم يخدمون أهداف قسم الاتصال المؤسسي في المنظمة. من ناحية أخرى فإن الفرق بين المشروعات التقليدية والإبداعية يكمن أن تنفيذ الأعمال ليس لضمان استدامة وتلبية المعايير باستمرار مثل التصنيع والإنشاءات، أو حتى مساعدة فريق تطوير البرمجيات في المشروعات التقنية، بل إن مديري المشروعات الإبداعية يديرون فرقاً من الأشخاص (ذوي الأفكار)، لذلك فإن أدوات المشروع التقليدية تختلف عن المشروعات الإبداعية. تعمل تقنيات المشروعات الإبداعية عن طريق أتمتة المهام الإدارية، والمشاركة الفورية عبر التطبيقات والبرامج التفاعلية، التي تتيح تسليم الأعمال من كل قسم مع إمكانية مشاركة التعليقات. وإذا عملت في أي وكالة إبداعية لصناعة المحتوى، أو للدعاية والتسويق، سوف تجدهم يقدمون خدماتهم في أي صناعة مثلاً شركات بيع حبوب القهوة المختصة وأدواتها والأندية الرياضية تستفيد من تلك الوكالات الإبداعية للمساعدة في التسويق لجذب العملاء إلى حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لاستعراض وجذب الجمهور لخدماتهم، أو على موقعهم على الويب للحجوزات، عموماً هو مجال واعد يضم العديد من المبدعين في بيئة رائعة، ومحفزة لتلبية طلبات العميل وفق تصوراته مع مساعدته على وضع الإستراتيجيات المناسبة له، وتصحيح مسار توقعاته بناء على الوضع الحالي للسوق. تختلف الوكالات الإبداعية التي تقدم خدماتها الرقمية بحسب أنواعها، وكلما كبرت تلك الوكالات ازداد عدد الخدمات وكانت شمولية تلبي احتياجات العميل، وأصبحت تستهدف منظمات كبير لجودة ما يقدمونه، تستطيع أن تستبدل أي منتج في حال وجود أي خلل أو عيب في التصنيع، ولكن في الوكالات الإبداعية وبيع الخدمات فإن جودة المخرجات هي ما تصنع تلك العلامات وتبني سمعتها. ميزانيتك المالية سواء كنت فردا أو مؤسسة أو كيانا ومنظمة هي ما تحدد الجودة المطلوبة، وكذلك التعاقدات طويلة الأجل لضمان استدامة تلك الخدمات في الإعلام الرقمي إلى الجمهور المستهدف في عصر أصبح الوجود الرقمي ضرورة وليس ترفا. *متخصص في إدارة المشروعات