أعتقد أن السائحين لأي بلد ومنهم من يزور المملكة لأول مرة يبحث عن شيء جديد، التعرف على الثقافة واللغة والمعالم التاريخية والفعاليات، وكذلك تذوق المطبخ السعودي. لا أظن أن دعوة سائح غربي في بيت سعودي لتناول وجبة غداء أو عشاء ستقدم له الأكلات التي يعرفها مثل الستيك أو الهمبرقر أو البيتزا، سيكون متحمسا لتجربة طعام جديد وأكلات شعبية مثل الكبسة والجريش والمطازيز وربما يجرب ارتداء ملابسنا، وهذا ينطبق أيضا على تعلم لغة جديدة. كيف سيتعلم السائح لغتنا العربية إذا كنا نقدم له كل شيء بلغته هو بما في ذلك أسماء الأسواق والمحلات وغيرها، حتى المقيمين العاملين في المملكة اخترعنا لغة جديدة للتعامل معهم، فلا هم تعلموا لغتنا العربية، ولا نحن تعلمنا لغتهم. في مسألة الطهي والطعام نحن أيضا أبناء هذا الوطن الجميل بحاجة إلى التعرف على مطبخ المملكة العربية السعودية وتذوق أطعمتها المختلفة، فبلادنا قارة كبيرة متنوعة في طبيعتها الجغرافية كما هي متنوعة في مطبخها. ذلك سبب شجعني على زيارة مهرجان فيست للطعام السعودي الذي نظمته هيئة الفنون والطهي. وجدته مهرجانا ضخما كما وصف، وغاية في التنظيم، وجدته ممتعا وتثقيفيا للصغار والكبار، مهرجان يحقق عدة أهداف من أهمها كما جاء في أدبيات المهرجان تأصيل واستدامة المطبخ السعودي بمختلف الأكلات في كافة مناطق المملكة. ومن الأهداف الجميلة تقديم المملكة كوجهة عالمية لعشاق الطهي وتذوق الأطعمة وتقديم الثقافة السعودية وقيمها محليا وعالميا من خلال التعريف بالطعام السعودي محليا وإقليميا وعالميا، وتحفيز أبناء الوطن للدخول في مشاريع تجارية في هذا المجال. قضيت مع العائلة وقتا ممتعا في هذا المهرجان، استمتعنا بتذوق أكلات من المطبخ السعودي الغني بالتنوع وتعرفنا على أكلات لم نكن نعرفها من قبل، وسعدنا بتعامل العاملين في المهرجان وكرمهم وترحيبهم ولطافتهم. مهرجان جمع بين الكلمة اللطيفة والابتسامة والطعام اللذيذ. تستحق هيئة الفنون والطهي الشكر والتقدير على تنظيم هذا المهرجان الجميل الذي يجمع بين المتعة والتعليم والثقافة الغذائية. انتهت زيارتي للمهرجان وفي ذهني بعض الأسئلة عن التغذية الراجعة أو تقييم المهرجان من قبل المنظمين والزوار، وكم عدد الزائرين من داخل وخارج المملكة، وهل سيقام المهرجان في مدن أخرى في المملكة؟.