أعاد لنا هيرفي رينارد بعد انتصار المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني، وما صاحب هذا الانتصار من حديث على الصعد كافة انتصار المنتخب السنغالي على المنتخب الفرنسي في مونديال 2002، وما صاحب هذا التفوق من ضجة إعلامية شبيهة لما حدث بعد انتصار الأخضر السعودي على المنتخب الأرجنتيني. لكن كانت رحلة المنتخب السنغالي بعد ذلك الانتصار في ذاك المونديال أكثر تفوقا من المنتخب السعودي، إذ وصلت كتيبة مدرب السنغال ميتسو لثمن النهائي، عكس رينارد الذي اكتفى بانتصار يتيم على الأرجنتين. هناك أوجه شبه كثيرة بين هيرفي رينارد والراحل عبدالكريم ميتسو فكلاهما بدأت رحلته الحقيقية في عالم التدريب في نادي ليل الفرنسي، ثم انطلق ميتسو إلى القارة الأفريقية، وكذلك فعل رينارد، وأحرز رينارد كأس الأمم الأفريقية مرتين مع منتخبين مختلفين في حدث نادر. بعد نجاح ميتسو مع المنتخب السنغالي، وما صاحب ذاك التفوق من لفت للأنظار إلى الكرة السنغالية، واحتراف معظم ذاك الجيل في الدوريات الكبرى، اتجه ميتسو للخليج العربي وخاض عدة تجارب مع أندية خليجية، ثم اتجه لتدريب منتخب الإمارات وحقق كأس الخليج كأول مدرب فرنسي يفعل ذلك وأول لقب خليجي للأبيض الإماراتي. وها هُو رينارد أمام تحدٍ جديد في خليجي 25 بالبصرة، حتى إن كان بالمنتخب الرديف، وإن كان غير مطالب بشيء، لكن أظن أنه قادر على فعل شيء مختلف ومميز، ويعيد لنا ما فعله ميتسو مع المنتخب الإماراتي في خليجي 18، وإن لم يستطع فعل ذلك يكفيه اكتشاف عنصرين أو ثلاثة يكونوا ركائز في الاستحقاق الآسيوي المقبل. سقف الطموح لدى الشارع الرياضي السعودي ارتفع وأصبحت كأس آسيا المقبل مطمعا للجمهور السعودي بعد الأداء المميز نسبيا في مونديال قطر، على الجانب التدريبي بين ميتسو ورينارد رغم اختلاف الجوانب التكتيكية لكن هنالك تشابه نسبي بينهما، إذ يركزان على الجانب النفسي والتحفيز. كان ميتسو إذا أراد تعريف الفريق الخصم للاعبين يبدأ بسلبيات ونقاط الضعف، مما يعطي انطباعا مريحا لأعضاء الفريق، وأما عن حديث غرفة الملابس فكان ميتسو محفزا كما يفعل رينارد كما أظهرت كواليس المباريات، وكأنه مدرب تنمية بشرية وحديث عبدالإله المالكي بعد مباراة الأرجنتين يثبت أنه محفز بارع. هل يعيد رينارد الأخضر السعودي للواجهة ويستغل الثقة من قبل اتحاد الكرة، إذ يعتبر المدرب الوحيد الذي درب الأخضر في التصفيات وكأس العالم ولم تتم إقالته بعد المونديال في حدث نادر على مستوى تدريب المنتخب السعودي، كأس الأمم الأسيوية بات قريبا، وإنا من المنتظرين.