أعلن برنامج تنمية القدرات البشرية عن تقدم المملكة العربية السعودية 8 مراتب عالمياً في تقرير المواهب العالمي 2022 والصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، حيث أصبح ترتيبها الثلاثين بين 63 دولة حول العالم، وترتيبها السابع بين مجموعة العشرين. ويقيس هذا المؤشر المواهب عبر ثلاثة عوامل وهي قدرة الدولة على الاستثمار في المواهب المحلية وتطويرها، ومدى قدرتها على جذب الاقتصاد للأجانب والاحتفاظ بالمواهب المحلية، ومدى توفر المهارات والكفاءات في مجموعة المواهب. وللمملكة جهود مستمرة ومميزة في الاستثمار في المواهب المحلية وتطويرها، ومنها إنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين (موهبة)، كما قدمت وزارة التعليم العديد من الخدمات الخاصة بالموهوبين في مختلف المراحل الدراسية تحت مسمى نظام التوجيه والإرشاد الطلابي للموهوبين، وتأسيس برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم. وفي عهد الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - تبنت وزارة التعليم مجموعة من المبادرات والمشاريع التي من شأنها دعم الطلاب والطالبات الموهوبين، ومن هذه المشاريع برنامج الموهبة للجميع. وأنشأت موهبة البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين وتم تنفيذه بالتعاون مع هيئة تقويم التعليم والتدريب، كما أن لدى الهيئة العديد من المقاييس الخاصة بالموهوبين ومنها اختبارات التعرف على الموهوبين، ومجموعة مقاييس الذكاء الفردي. ولإحداث نقلة نوعية في التعليم لتلبية احتياجات الوطن التنموية، وإعداد المواطن الطموح المنافس عالمياً، جاء برنامج تنمية القدرات البشرية مستهدفاً جميع المواطنين من مختلف الفئات العمرية والقدرات، ومن ضمن أهداف البرنامج توسيع نطاق برامج تنمية الطلاب الموهوبين، والتي سيتم تحقيقها من خلال المبادرات الثلاث لوزارة التعليم؛ أولها: التوسع في اختبارات تحديد الطلاب الموهوبين، وهي مبادرة تعنى بالاستثمار والتوسع في اكتشاف الموهوبين في جميع المجالات الثقافية أو العلمية، أو الرياضية، أو الرقمية من خلال اختبارات كشف الموهبة، وكذلك مبادرة اللوائح والسياسات الخاصة بالطلاب الموهوبين، وفي هذه المبادرة ستتم مراجعة وتحديث وتفعيل السياسات واللوائح والإطار التنظيمي للطلاب الموهوبين في التعليم العام، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة؛ بهدف تنظيم رعاية الموهوبين بالمملكة، وبناء التشريعات التي ستسهم في تمكينهم، كالتسريع الدراسي، دعم وتمويل الموهوبين وبرامجهم، تحديد مجالات الموهبة. وأما المبادرة الثالثة فهي التوسع في برنامج إثراء الطلاب الموهوبين، وتعنى بالاستثمار بالتوسع في برامج موهبة الإثرائية، ودراسة البرامج الإثرائية الأخرى المتاحة مع الجهات ذات العلاقة كوزارة الثقافة ووزارة الرياضة وغيرهما. ووفقاً للخطة التنفيذية لبرنامج تنمية القدرات البشرية، فإن هذه المبادرات تتسق وتتكامل مع المبادرات والمشاريع القائمة في المملكة العربية السعودية لرعاية الموهوبين والكشف عنهم، وهذا يسهم في تطوير الأدوات الخاصة بالكشف عنهم في التعليم العام، إضافة إلى أن تطوير اللوائح والسياسات الخاصة بهم، تضفي المزيد من المرونة والسرعة في دعم الموهوبين في مختلف الجهات المعنية. والتوسع في برنامج إثراء هؤلاء الطلاب يفعل دور الوزارات الأخرى، ويقدم للموهوبين فرصة نوعية لتوظيف موهبتهم في سوق العمل، محققين بذلك أهم مستهدفات البرنامج. * مستشار في هيئة تقويم التعليم والتدريب طالبة دكتوراه في جامعة الملك سعود