موهبة تصقلها المعرفة، وحرفة يغذيها التعليم، في تناغم تتكفل به استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، طريق لوضع بصمة، وطريقة للتزود بالمعلومات اللازمة في رحلة الشغف والإبداع، عبر شراكة مبتكرة ومثمرة بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم تمهد البيئة الحاضنة، وتحقق الجذب، وتنشر التحفيز، معلنة عن خطوة ملموسة في الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ، ومن البحث إلى الوصول، في نموذج شمولي داعم لمواهب الطلاب والطالبات في المجالات الإبداعية؛ من خلال إدراج الثقافة والفنون في كافة مراحل التعليم والتدريب التقني والمهني. استراتيجية تنمية القدرات الثقافية؛ ممارسة فعلية وعملية لتمكين الشباب السعودي في مختلف مراحلهم الدراسية، حيث تمنحهم مساحة للاكتشاف والتجريب والإنتاج، وهي محطة انطلاق ترتكز على أساس معرفي وتأهيل أكاديمي في مجالات الإبداع الثقافي، مساهِمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتحت مظلة برنامج تنمية القدرات البشرية، والذي يسعى إلى امتلاك المواطن قدرات تمكنه من المنافسة عالمياً؛ وذلك من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعارف. تتمثل رؤية استراتيجية تنمية القدرات الثقافية في «مواهب ثقافية مزدهرة تساهم في ريادة الوطن اقتصادياً واجتماعياً، وتكون خير سفير للإبداع الفنيّ والتراث الثقافي الوطني الذي تزخر به المملكة»، في حين أن رسالتها هي: «تطوير القدرات والمهارات الثقافية والفنيّة لأفراد المجتمع عبر منظومة من السّياسات والمعايير والبرامج الأكاديمية وفرص التعلم التي تثري الإبداع الثقافي في المملكة»، مترجِمة الاستراتيجية الوطنية للثقافة من خلال تلبية وظائف مستدامة للفنون والثقافة، وتخريج طلاب مؤهلين، وتغيير التصورات عن تعلم المهارات الفنيّة بحلول عام 2026. ركائز استراتيجية تنمية القدرات الثقافية الثلاثة تستمد قوتها من تنوعها، وهي: تصورات إيجابية عن تعليم الفنون والثقافة، خريجون مؤهلون في قطاع الفنون والثقافة، وظائف مستدامة في الفنون والثقافة؛ محققة أهدافها بين استكشاف المواهب والهوايات الفنية والثقافية وتقديرها على نحو مستمر، وإتاحة الفرصة لتطوير الهوايات والتعليم غير المؤسسي؛ لتعزيز استكشاف الأفراد لاهتماماتهم ومهاراتهم الفنية، وتزويد طلاب التعليم العام بتعليم تأسيسي ذي جودة عالية في الثقافة والفنون، إلى جانب توفير برامج تعليمية وتدريبية لطلاب التعليم العالي والتدريب التقني والمهني ذات جودة عالية في الفنون والثقافة تلبية لاحتياجات سوق العمل، وتمكين تطوير مهنيّ مستدام لممارسيّ الفنون والثقافة وروّاد الأعمال، وزيادة الوعي العام بتنمية القدرات الثقافية، وخلق صورة إيجابية للمهن والمواهب الفنية والثقافية. وتأتي قيمة وأثر استراتيجية تنمية القدرات الثقافية في انعكاسها على أرض الواقع بمجموعة من الإجراءات والممكنات عبر اللوائح التنظيمية، والشراكات والتمويل، والتقنيات الرقمية، والبنية التحتية، وبفضل البرامج والمبادرات من خلال الحملات والفعاليات التوعوية، كذلك الاستكشاف والتقدير، وتطوير الهوايات، ومناهج التعليم العام، وسياسات ومعايير التعليم العام، وتطوير المعلمين، ومعايير وبرامج التعليم العالي، والأكاديميات والمعاهد، ومعايير وبرامج التعليم والتدريب التقني والمهني، والبحوث والتقييم، والتطوير المهني، ودعم المنظومة بشكل عام. يتلخص امتداد استراتيجية تنمية القدرات الثقافية في انطلاقتها من الصفر وحتى الهدف المحدد سلفاً، وذلك على طول مشوار مراحل تنمية القدرات المبتدئة باستكشاف القدرات وإعدادها وتطويرها المهني والتعليمي وصولاً للتقدير؛ عبر 33 مبادرة تغطي جميع الأهداف الاستراتيجية على المسارات التعليمية الأربعة؛ التعليم العام، والتعليم العالي، والتدريب التقني والمهني، والتعلم مدى الحياة. وبوجود معايير تتكفل بمراقبة سير الاستراتيجية، وتكون مؤشرات أداء لقياس مستوى الوعي، والفعاليات، والتوعية العامة، والتصورات، والانطباعات. اليوم نشهد ميلاد مرحلة جديدة تتقارب فيها القدرات مع الفرص، وتنسجم الاحتياجات مع الرغبات، تجربة تستوعب التنوع والثراء في مهارات كل شخص وتوظيفها عبر ممارسات ثقافية وإبداعية وفق أسس علمية وأكاديمية ومعرفية، اليوم تنطلق رحلة الموهبة والمعرفة.