حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أعضاء أوبك+ بقوله: "اليقظة والحذر" عندما يكون أداء أسواق النفط العالمية أقل من المتوقع في ظل المتغيرات الاقتصادية التي تؤثر على أساسيات الأسواق والضغوط السياسية على جانب المعروض دون مراعاة إمدادات الطاقة وأمنها. وهذا ما يؤكده تصريحات رئيس وكالة الطاقة الدولية ذات الاتجاهات السياسية والموجهة "لأوبك+" لرفع إنتاجها، متجاهلاً ما يحدث في الأسواق الفورية مقارنة بالآجلة، لكن هذا لن يغير من سياسة "أوبك+" الاقتصادية بالاستمرار في توازن أسواق النفط العالمية بعيداً عن التداعيات السياسية. فلولا قرارات "أوبك+" السابقة والآنية واللاحقة لحدث ما لا يحمد عقباه في أسواق تعاني من شح الاستثمارات النفطية ونقص فوائض الطاقة الإنتاجية أو في الاتجاه المعاكس، مما ينعكس سلباً على مستقبل الطاقة. وها هو عام 2022 على وشك الانتهاء، والذي شهدت فيه أسعار النفط تقلبات حادة متأثرة بالأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير 2022 والإغلاقات في الصين، حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط برنت 100.64 دولار وغرب تكساس 94.56 دولاراً في 2022، بعد أن ارتفع متوسط برنت إلى 106.74 دولارات وغرب تكساس الى 100.60 دولار في الثمانية شهور الأولى من 2022، بينما تراجعت الأسعار في الأربعة أشهر الأخيرة إلى 88.44 دولاراً لبرنت و82.47 دولاراً لغرب تكساس. وهذا يؤكد أن قرار "أوبك+" تخفيض إنتاجها بمقدار (2) مليون برميل يومياً بداية من نوفمبر 2022 وحتى نهاية 2023، قرار سليم وحكيم. مازال هناك حالة من عدم اليقين بشأن الطلب والعرض على النفط في العام المقبل، مع استمرار الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة خلال عام 2023، وتراجع حدة الأزمة الجيوسياسية التي أدت أساساً إلى قفزة في أسعار النفط في النصف الأول من العام الحالي، وخفض روسيا لأسعار نفطها، والركود الاقتصاد العالمي. رغم تخفيف الصين لسياسة كوفيد صفر، وبدء إدارة الطاقة الأمريكية إعادة ملء مخزونها الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، بعد سحب 216.6 مليون برميل ليتبقى 382.3 مليون برميل حالياً، وتوقعات "أوبك" بنمو الطلب 2.25 مليون برميل يوميًا إلى 101.8 مليون برميل يوميًا في 2023، والتي أوضحت أن الأسواق متوازنة بدقة حالياً وفي الربع الأول من العام المقبل، بدلاً من العجز الذي أشارت إليه توقعاتها قبل شهر. وتوقع مورجان ستانلي ارتفاع سعر برنت إلى 110 دولارات للبرميل في منتصف 2023، بينما توقع بنك أوف أمريكا ارتفاع متوسط سعر برنت إلى 100 دولار للبرميل في عام 2023، وفقًا لتقارير رويترز. لكن أسعار العقود الآجلة الطويلة في نهاية الأسبوع الماضي، تشير إلى تراجع الأسعار خلال عام 2023، ما بين (0.03 و1,7) دولار أو ما بين سعر 81 و78 دولاراً لبرنت، وما بين (0.53 و2) دولار أو ما بين سعر (75 و72) دولاراً لغرب تكساس، مقارنة بالشهر الأمامي أو الأسعار الفورية، مما يؤكد على استقرارها في هذا النطاق. فمن المتوقع أن يشكل متوسط أسعار الربع الرابع من 2022 أرضية لما ستؤول إليه الأسعار في 2023. إن على "أوبك+" أن تتوخى الحذر وتأخذ على محمل الجد ما حذر منه وزير الطاقة السعودي بمراقبة الأسواق بدقة واتخاذ القرارات الملائمة.