هذه المنصّة النوعيّة ريادة سعودية عالمية بامتياز، وتعدّ من أقوى المشاريع الابتكارية والإبداعية في العالم؛ لأنها ستشكل أنموذجاً رائداً لمنصة تفكير عالمي جمعي مبدع، يُمكّن شباب العالم من صناعة مستقبل العالم الجديد، فشكراً مؤسسة «موهبة» لكل ما تقدمينه لنا ولموهوبي الوطن والعالم، لتبقى.. «موهبة حيث تنتمي.. قصة نجاحٍ لا تنتهي».. فيزيائي إسلامي من القرن الحادي عشر، بولندية - فرنسية حائزة على جائزة نوبل، عالم حاسب بريطاني.. ما القاسم المشترك بين هؤلاء الأفراد الاستثنائيين؟.. يجمعهم الفضول والعطش للمعرفة، تجمعهم حقيقة أنهم تجرؤوا على سؤال "لماذا؟". الحسن ابن الهيثم سأل: "لماذا يختلف الضوء عند مروره عبر وسائط مختلفة؟"، ماري كوري سألت: "لماذا اليورانيوم يجعل الهواء يوصل الكهرباء بشكل أفضل؟"، تيم بيرنرز لي سأل: "لماذا يجب أن يتحكم أي شخص أو أي شيء في المعلومات؟" "لماذا".. هي كلمة واحدة في بداية كل رحلٍة استثنائية، كلمة رحبة، كلمة للمستقبل، كلمة تدفعنا للمضي قدماً واكتشاف المجهول.. نحن هنا لنسأل لماذا؟!. لقد أصبحت المملكة العربية السعودية رائدة على مستوى العالم في رعاية الأداء العالي والإبداع. وبتنا نسمع كل يوم قصص شباب ملهمة من نشأتهم وتمكينهم إلى استثمار قدراتهم. من بذرة غرست إلى عود صلب يستظل بأغصانه، من الشغف بالمجال إلى قادة في المجالات، من طفل موهوب إلى شخصٍ بالغ يمكن الموهبة ويقدم فرصة للآخرين!. وبصفتي باحثة أحياء خلوي، فأنا أشعر بالشغف تجاه الأبحاث والمختبر والطلبة، كان أصعب قرار في حياتي الابتعاد عن الوسط الأكاديمي واتخاذ هذا الدور الذي أنا عليه اليوم.. والآن.. استبدلت مجهري بتلسكوب موجه نحو المستقبل، كل ما أشعر به عند النظر إليكم هو الفخر، لأنني أشعر بالطاقة، أرى الإمكانات، وأدرك دور "موهبة" في تنميتها. نحن نعيش في حقبة مهمة من تاريخ البشرية. وحقبتنا الزمنية هي الوحيدة في تاريخها حيث الإنسان قادر على الوصول إلى نجوم السماء.. لكن العلم وحده لن يطعم الجياع أو يعالج المرضى أو يساعدنا في بناء مجتمعات حيوية مزدهرة. العلم أداة .. كدقة مشرط الليزر أو طاقة المفاعل النووي.. وواجبنا أن نطبق العلم والتقنية في الأماكن الصحيحة .. وبالطريقة الصحيحة .. لتحقيق النتائج الصحيحة. سيكون بناء منصة المواهب العالمية عبارة عن كمبيوتر بشري عملاق بني بأفضل العقول في العالم، مسرع جسيم لتطوير المواهب والابتكار.. مدخلاتها .. مواد الخام -على شكل تحديات صعبة وأسئلة معقدة، تنصهر بحرارة الذكاء في داخلها، ومخرجاتها .. أجوبة وحلول- تساعد في حل أصعب المشكلات لتحسين الوضع الإنساني. استلهمنا من رؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد في جمع المواهب المبدعة من جميع أنحاء العالم معًا من أجل خير الإنسانية، وتحقيق هذه الرؤية لا يعني المضي بهدوء على طريق ممهد. ولكن بمشاركة الخبراء والقادة معنا في هذا المؤتمر العالمي، فقد تهيأت ممكنات النجاح. الأيام التالية ستكون ميدان جهد نوعي للعقول. ستتسع مداركك.. أطلق العنان لمخيلتك.. وأطلق العنان لإبداعك. خلال هذا المؤتمر، سيشاركنا خبراء وقادة خبراتهم الملهمة، وسيقوم 100 شاب موهوب معنا بتطبيق ذكائهم الجمعي لتصميم منصة المواهب العالمية. منصة ستساعدنا في تمكين لموهوبين لقيادة التعامل مع التحديات التي تواجه البشرية. أيها المواهب العالمية.. لقد تم اختياركم لأنكم من بين الأفضل، لكن هذا لا يعني دخلوكم لمنطقة الراحة. عندما نزلتم من الطائرة من أميركا الشمالية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا لم تكن هذه نهاية رحلتكم. بل كانت البداية. ألق نظرة على الشخص المجاور لك. أنت تنظر إلى رائد، فرد شجاع مستعد لكتابة فصل جديد في قصته.. لأن "لماذا؟" قادرة على تغيير العالم. ماسبق كله كانت الكلمة المُلهمة لسعادة الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" الدكتورة آمال بنت عبدالله الهزاع، ألقتها بكل ألقٍ وحضورٍ وإبداعٍ في افتتاح "المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع"، والذي يقام في نسخته الثانية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أمام مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، والذي استوقفته هذه الكلمة كثيراً، وصفّق لها أكثر، وأنا هنا حرصت هنا للأمانة على كتابتها شبه كاملة؛ لأنها كلمة إبداعية مؤثرة غير تقليدية، وكانت معانيها عميقة خرجت من قلب "موهبة" إلى العالم كله، وهي تستحق لا شك. كانت الكلمة إيذانا ببدء المؤتمر العالمي بكل طموحٍ وهمّةٍ وشغفٍ وتحت شعار رائع "رحلة نحو المستقبل الجديد"، المشاركون فيه 100 موهوب، قدموا من 30 دولة. وعلى مدى خمسة أيام، كانوا خليّة نحل لا تهدأ من زخم الأفكار وإبداعها، غطت فيه جلسات الآيدياثون التسع المؤتمر باحترافية؛ لإطلاق "منصة عالمية" تجمع الموهوبين من كل أنحاء العالم، وتمكّنهم من تشكيل فرق تعمل على طرح حلول ريادية لمشكلات التنمية المستدامة في العالم. وقد خرج الشباب المبدعون المشاركون في المؤتمر بتوصيات نهائية نحو إلهام جيل الشباب الموهوبين والمبدعين من المستكشفين والحالمين واستقطابهم وتمكينهم، لاكتشاف الفرص وقيادة التغيير في العالم بذكاء جمعي. هذه المنصّة النوعيّة ريادةٌ سعوديّةٌ عالمية بامتياز، وتعدّ من أقوى المشاريع الابتكارية والإبداعية في العالم؛ لأنها ستشكل أنموذجاً رائداً لمنصة تفكير عالمي جمعي مبدع، يُمكّن شباب العالم من خلاله العمل على صناعة مستقبل العالم الجديد، وتخطو به نحو خطّة إنسانية مستدامة وعلمية دقيقة. ختاماً، شكراً مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" لكل ما تقدمينه لنا ولموهوبي الوطن والعالم بأسره. فصدقاً صدقاً.. "موهبة حيث تنتمي.. قصة نجاحٍ لا تنتهي".