اتجهت الأنظار إلى العاصمة السعودية الرياض، وهي تحتضن ثلاث قمم بدأت بالقمة السعودية -الصينية والقمة الخليجية - الصينية والقمة العربية - الصينية. ثلاث قمم يمكن قراءة عنوانها بالقمم الاقتصادية والتنموية حيث تجمع الصين كأكبر مستورد للطاقة ودول المنطقة العربية وهي الدول المصدرة للطاقة على رأسها المملكة العربية السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي والديني. العلاقات السعودية الصينية على مدى اثنين وثلاثين عاما علاقات متينة تدعمها الشؤون المشتركة في الاقتصاد والتنمية والثقافة. فالذي يجمع الصين اليوم بدول المنطقة أكثر من الذي يفرقها ففي خضم التحديات الدولية الأمنية والاقتصادية والثقافية يجد الشرق مظلة سياسية واقتصادية وثقافية مشتركة يمكنها أن تقيه من تبعات ما يحدث في العالم من تنازعات وحروب واختلافات ثقافية محورية. للصين القوة التجارية الأكبر في العالم ودول منطقة الشرق الأوسط برئاسة المملكة العربية السعودية الدولة الفتية التي تعمل على رؤى تنموية طويلة المدى عوامل أساسية مكملة لبعضها فالتبادل الاقتصادي والتجاري والسياسي بين الصين والمنطقة مجال دائم للتوسع. فالشرق يتمتع بقوة ناعمة اقتصادية وثقافية تمكنه من التفاعل السلس مع المجتمع الدولي عام حيث غزت الصين العالم ليس بالسلاح ولكن بالتجارة والصناعة والتقنية، وصادقت الصين العالم باحترام تعدد واختلاف الثقافات وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية من ما جعل للصين مكانة دولية قوية جدا. أتت زيارة الرئيس الصيني إلى المنطقة بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ لتعزز هذه الصداقة وتبحث عن تطويرها فالمملكة تعي جيدا أهمية فتح مجالات التعاون مع الدول المختلفة وتعدد الحلفاء والأصدقاء الدوليين لتعزيز مكانة المملكة على الخارطة الدولية. تتمتع المملكة بعلاقات دولية متوازنة حققتها بالوعي السعودي بمصالحه وأدواته في صناعة هذه العلاقات. للمملكة العربية السعودية أذرع أساسية منها ذراع العلاقات الدولية المتوازنة والمكانة السياسية التي عززها هذا التوازن وذراع الطاقة الذي للمملكة فيه كلمة فصل وقد تجد المملكة أن المصافحة الدولية للحلفاء بأي من هذه الأذرع تحقق نجاحا دوليا يفتح مجالات وخيارات متعددة اقتصادية وسياسية، ونجاح سياسي إضافي بتحقيق المملكة مصالحها في المنطقة والعالم وتعزيز مكانتها على الخارطة الدولية الجديدة والتي تتشكل هذه الفترة بمحاور أساسية وأقطاب متعددة نرى نتاجها في المستقبل القريب.