تعرضت أوكرانيا صباح الجمعة لضربات روسية جديدة مكثفة ما أدى إلى انقطاع المياه في العاصمة كييف والتيار الكهربائي في مدن عدة في البلاد حيث تبدي موسكو تصميمها على تدمير البنى التحتية الأوكرانية. وقتل شخصان وجرح خمسة آخرون الجمعة في سقوط صاروخ روسي على مبنى سكني في مدينة كريفي ريغ بجنوب أوكرانيا، حسبما أعلن حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشنكو. واعتمدت روسيا التي واجهت سلسلة نكسات عسكرية كبرى في شمال شرق وجنوب البلاد هذا الخريف، في أكتوبر، تكتيك الضربات المكثفة التي تستهدف تدمير شبكات ومحولات الكهرباء ما أغرق ملايين المدنيين في الصقيع والظلام في أوج فصل الشتاء. وكتب وزير الطاقة غيرمان غالوشتشنكو على فيسبوك صباح الجمعة "موجة جديدة مكثفة من القصف الروسي تستهدف البنى التحتية للطاقة ومنشآت سبق أن تضررت في شرق وجنوب البلاد". وسمعت صفارات الإنذار للمضادات الجوية في كل أنحاء الاراضي الاوكرانية ودعت السلطات السكان إلى البقاء في الملاجئ. وقال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو عبر تلغرام "بسبب الأضرار التي أُلحقت بمنشآت الطاقة ثمة انقطاعات في إمدادات المياه في كل أحياء العاصمة". وسمع صحافيو وكالة فرانس برس دوي انفجار على الأقل في وسط كييف، مع انقطاع الكهرباء. وأضاف كليتشكو إن انفجارات وقعت في العديد من مناطق العاصمة وطلب من الأهالي "عدم مغادرة الملاجئ"، وسط استمرار الضربات. الثلاثاء استهدفت العاصمة ب13 طائرة مسيرة مفخخة قال الجيش إنه أسقطها كلها. وأعلنت إدارة بوتشا حيث واجه الجنود الروس اتهامات بارتكاب فظاعات خلال احتلالهم هذه الضاحية من كييف، أن "قوات الدفاعات الجوية أسقطت صاروخا معاديا" قرب المدينة بدون إعطاء المزيد من التفاصيل. تدفئة - مياه - كهرباء تحدثت سلطات خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية وكذلك مدينة بولتافا (وسط شرق) عن انقطاع الكهرباء. وقال رئيس بلدية خاركيف (شمال شرق) ايغور تيريكوف على تلغرام "لم يعد هناك كهرباء في خاركيف". وطلب رئيس بلدية بولتافا أولكسندر ماماي من السكان "إطفاء كل الأجهزة الكهربائية". وأضاف أن "الضربة الجوية ما زالت مستمرة" وحض المدنيين على "الحفاظ على الهدوء". من جهته قال رئيس بلدية كريمنتشوك (وسط) فاليري ماليتسكي على تلغرام "بدون كهرباء، لم يعد نظام التدفئة يعمل". وقالت خطوط السكك الحديدية الأوكرانية إنه بسبب هذه الضربات ستسير "القطارات الكهربائية" التي تعمل في مناطق خاركيف وكيفوغراد ودونيتسك ودنيبروبتروفسك "بقاطرات احتياطية". كما استهدفت غارات متعددة منطقة زابوريجيا، بحسب حاكمها أولكسندر ستاروخ. قمة بوتين - لوكاشنكو هذا الأسبوع، رصد حلفاء أوكرانيا الغربيون الذين اجتمعوا في مؤتمر في باريس حوالى مليون يورو لمساعدة البلاد على إنقاذ بنيتها التحتية وإصلاحها، بينما في العديد من المدن لا تصل الكهرباء إلى السكان إلا لبضع ساعات فقط. من جهته، يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيلاروس الاثنين لإجراء محادثات مع نظيره وحليفه ألكسندر لوكاشنكو، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي. وقال المكتب الجمعة إن الرئيسين سيجريان محادثات في قصر الاستقلال في العاصمة البيلاروسية مينسك أثناء "زيارة عمل" يقوم بها بوتين. وستشمل المحادثات الثنائية حول "التكامل الروسي البيلاروسي" إذ أبرم البلدان اتفاقات تعاون عدة في المجالين الاقتصادي والعسكري. وأضاف المصدر نفسه في بيان أن "الرئيسين سيعطيان الأولوية للمسائل الأمنية وسيتبادلان وجهات النظر حول الوضع في المنطقة والعالم" من دون أن يذكر تحديدا النزاع في أوكرانيا. وشكلت بيلاروس قاعدة خلفية للقوات الروسية في هجومها على أوكرانيا في نهاية فبراير إلا أن الجيش البيلاروسي لم يشارك حتى الآن في المعارك داخل الأراضي الأوكرانية. في منتصف أكتوبر، أعلنت بيلاروس وروسيا تشكيل قوة عسكرية مشتركة غرضها "دفاعي" بحت بحسب مينسك. وقد توقع قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني الخميس أن تشنّ روسيا هجوما جديدا على كييف في الأشهر الأولى من عام 2023 بعدما تركز القتال منذ أشهر في شرق البلاد وجنوبها. وقال زالوجني في مقابلة مع صحيفة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية البريطانية، إن هناك "مهمة إستراتيجية شديدة الأهمية بالنسبة لنا وهي إنشاء احتياطيات والاستعداد للحرب التي يمكن أن تحدث في شباط/فبراير، وفي أقصى الأحوال في آذار/ مارس، وفي أدنى الآجال في نهاية يناير".