تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق تطلعاتها في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتأكيد أهمية التعاون الدولي من أجل استخدام الذكاء الاصطناعي لخير البشرية وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأممالمتحدة إلى عام 2030. يشكل الذكاء الاصطناعي جزءًا مهما في تعاملات العديد من الدول حول العالم، وأن استخدام التقنيات الحديثة تصاعدت وتيرته إلى الأعلى، حيث أصبح عاملًا مؤثرًا في تطور وسائل النقل العام، وهناك مساع إلى تحويل العديد من التقنيات الحركية إلى الذكاء الاصطناعي، من خلال مفهوم التركيز باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي ومن شأنه أن يسهم في قدرة الشركات الكبرى في الحفاظ على سلامة وأمان البشر في تعاملاتهم التقنية وعدم حدوث أي أخطاء. من جانب آخر، تعمل المزارع الرأسية عبر أدوات الذكاء الاصطناعي إنتاج أغذية بطاقة إنتاجية تصل إلى ما يتجاوز 400 ضعف ما تنتجه المزارع التقليدية، وأثبت الذكاء الاصطناعي أنه يمكن أن يساعد في تقليل الانبعاثات بنسبة 40%، وأن يتنبأ ببعض أنواع السرطان بشكل أفضل من البشر. الى ذلك، تُعد نيوم واحدة من أهم المشروعات الرئيسة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي لتسخيره في خدمة الإنسان، وتوظيفه في بناء مدن ذكية إدراكية، وتسعى إلى تقديم نموذج عالمي فريد يحقق الاستدامة ومثالية العيش في تناغم مع الطبيعة بالاعتماد على التقنيات الرقمية المتقدمة. ويقول الاقتصادي فهد شرف: الشركات الناشئة لديها القدرة الدخول والتقدم في قطاعات الذكاء الاصطناعي، ويتابع شرف، أن الذكاء الاصطناعي يعد ايقونة العصر التقني القادم فهو أكثر شمولا وبإمكانه احداث تحول في القطاعات الاقتصادية الكبرى، وقال: أن الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي ستستثمر أكثر من 600 مليون ريال في المجال التقني داخل المملكة خلال الفترة القريبة المقبلة. ويتابع شرف: أنه من خلال الذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي قاما بإجراء الملايين من العمليات الجراحية. وفي هذا الشأن أكدت دراسة حديثة: أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا حاسما ومهما في التحول الرقمي في المملكة خلال السنوات المقبلة، وأنه مع تسريع المملكة وتيرة الرقمنة ليكون اقتصادها اقتصادا رقميا، ستصبح تقنيات الذكاء الاصطناعي عنصرا مهما في كل مبادرات التحول الرقمي، خصوصا أن الذكاء الاصطناعي يتصدر المشهد التقني بالمملكة، وتعتمد عليه المؤسسات بشكل متزايد، كما يعد أساس برامج التحول الاقتصادي الهائل في المملكة، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية المستقبلية الطموحة. وتناولت الدراسة، التي أجرتها"آي دي سي"، المزود العالمي للدراسات والأبحاث والخدمات الاستشارية الخاصة بتقنية المعلومات، بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، أحدث التطورات العالمية في الذكاء الاصطناعي، ومنها تاريخ الذكاء الاصطناعي ومكوناته الرئيسية وأهمية البيانات وحالات الاستخدام الرئيسية، ومبادرات الذكاء الاصطناعي في الاقتصادات العالمية الرئيسية، والإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي والفوائد الكبيرة التي تجنيها الاقتصادات والصناعات والمجتمعات منه، وأفضل الممارسات العالمية للذكاء الاصطناعي، والتشريعات التنظيمية الدولية والبيئة السياسية لاعتماد الذكاء الاصطناعي والابتكار. وركزت الدراسة على مشهد الذكاء الاصطناعي المتطور في السعودية، من خلال مناقشة دور الذكاء الاصطناعي في رؤية المملكة 2030، والاتجاهات الرئيسية التي تشكل مشهد الذكاء الاصطناعي، وتنمية مهارات الذكاء الاصطناعي، ومشاركة الجهات الفاعلة، وتأثير الذكاء الاصطناعي في المملكة، ودور التشريعات واللوائح والسياسات والمبادرات في تطوير الذكاء الاصطناعي بجميع أنحاء الدولة، ومعوقات وتحديات تبني الذكاء الاصطناعي، والنظرة المستقبلية للذكاء الاصطناعي في المملكة. وفي هذا الشأن قال رئيس آي دي سي للمملكة والبحرين حمزة نقشبندي: على أن المملكة أولت التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي اهتماما كبيرا في وقت مبكر، وحققت تقدما كبيرا في الرقمنة من خلال الاستخدام الفعال للتقنيات المبتكرة والناشئة لتنفيذ أولويات العمل الرئيسية، بما في ذلك تجربة المواطن والعمليات الرقمية والاستدامة والأمن. وقال نقشبندي: مع تسريع المملكة سعيها ليصبح اقتصادها اقتصادًا رقميًا حقيقيًا، سيتم تضمين قدرات الذكاء الاصطناعي في كل مبادرة تحول رقمي يتم تنفيذها. بدوره، قال المدير العام لإدارة الدراسات بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ماجد الشهري حول أهمية الذكاء الاصطناعي لمستقبل المملكة: نؤمن بأن البيانات هي نفط المستقبل، ولذلك نعمل في سدايا على تمكين البيانات والذكاء الاصطناعي بجميع جوانب التشغيل والتنظيم والابتكار في المملكة، وتمكين الطاقات الوطنية الشابة في هذا المجال، لبناء مستقبل قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي وتحقيق أهداف رؤية 2030. الشركات الناشئة لديها القدرة الدخول والتقدم في قطاعات الذكاء الاصطناعي