كان لمبادرة "عام القهوة السعودية 2022م"، حضور لافت ومميز في معرض جدة للكتاب 2022م، من خلال استقبالها للزوار والترحيب بهم في ركنها الخاص الواقع في إحدى واجهات المعرض الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت قبة "سوبر دوم" في مدينة جدة خلال الفترة من 8-17 ديسمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 900 دار نشر من مختلف الدول. ويُسلط الركن الضوء على القهوة السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً للمملكة، منذ ما يزيد على 300 سنة عبر زراعتها في مزارع البُن الخولاني السعودي - أحد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل في اليونسكو مؤخراً - المرتكزة في المنطقة الجنوبية، والمميزة بمدرجاتها الجبلية المناسبة لزراعة مثل هذه النبتات، والتي تنتشر على مساحة شاسعة تشمل مناطق جازان وعسير والباحة، فيما يبلغ حجم الإنتاج نحو 2388 طناً من البن و398 طناً من البن الصافي سنوياً. كما تضمن الركن استعراضاً لمجموعة من الأدوات المستخدمة في تحضير القهوة السعودية ومنها: المحماس، وليف الدلة، والفناجين، ومبرد القهوة، والمعاميل، والنجر، إضافةً إلى بعض أصناف التمور التي تقدم مع القهوة السعودية، فيما تعرف زوار المعرض على أبرز مكونات القهوة السعودية في مختلف مناطق المملكة، ودرجات الاختلاف بينها، والتي تتضح من خلال النكهة واللون، حيث يعرف بأن لون القهوة في المنطقة الجنوبية يتميز بدرجته الفاتحة، فيما يزداد غمقها كلما تم الاتجاه نحو الشمال. يذكر أن ركن القهوة السعودية المشارك في معرض جدة للكتاب 2022م، يأتي استمراراً لاحتفاء وزارة الثقافة بمبادرة "عام القهوة السعودية 2022" الذي أطلقته مطلع هذا العام بدعمٍ من برنامج جودة الحياة "أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030" بهدف التأكيد على ارتباطها بالإرث الثقافي للمملكة عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، حتى أصبحت عنصراً رئيساً في الموروث الشعبي السعودي، وعلامة ثقافية تتميز بها المملكة.