دشّنت القوات البحرية الملكية السعودية في مملكة إسبانيا أمس، "سفينة جلالة الملك حائل" من طراز "كورفيت - أفانتي 2200"، لتكون السفينة الثالثة بعد تدشين سفينتي "جلالة الملك الجبيل" و"جلالة الملك الدرعية"، ضمن "مشروع السروات" المتضمن خمس سفن قتالية. وعند بدء مراسم التدشين التي أقيمت في مدينة سان فرناندو الإسبانية، رفع معالي قائد القوات البحرية الملكية السعودية الفريق الركن فهد بن عبدالله الغفيلي، علم المملكة العربية السعودية على "سفينة جلالة الملك حائل"، إيذانًا بدخولها الخدمة رسميًا في القوات البحرية، وذلك بحضور مسؤولين سعوديين وإسبان. بعد ذلك ألقى معاليه كلمة بهذه المناسبة، أعرب فيها عن سعادته بتدشين سفينة جلالة الملك حائل، منوهاً بأن "السفينة" هي إحدى سفن "مشروع السروات" الذي يشتمل على تصنيع وبناء خمس قطع بحرية بقدرات نوعية للتعامل مع مختلف المهام القتالية بقدرة وكفاءة عالية، مشيرًا إلى أن هذه السفن ستسهم في رفع مستوى الجاهزية للبحرية، وتعزيز الأمن البحري في المنطقة، وحماية المصالح الإستراتيجية الحيوية للمملكة. وأشاد معالي الفريق الركن فهد الغفيلي بالدعم غير المحدود الذي تحظى به القوات المسلحة بشكل عام والقوات البحرية بشكل خاص من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية -أيده الله-، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع -حفظهما الله-. شارك في حفل مراسم التدشين، معالي وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة في مملكة إسبانيا ماريا رييس ماروتو، وسفير خادم الحرمين الشريفين بمملكة إسبانيا عزام بن عبدالكريم القين، ورئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لشركة نافانتيا الإسبانية ريكارود جارسيا، ورئيس مجلس إدارة شركة "سامي نافنتيا" الدكتور محمد القحطاني، وعددٌ من كبار ضباط وزارة الدفاع، وكبار المسؤولين من الحكومة والبحرية الإسبانية. ويأتي "مشروع السروات"، نتاج شراكة بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وشركة نافانتيا الإسبانية؛ لبناء سفن قتالية متعددة المهام لصالح القوات البحرية، تحقيقًا وتفعيلًا لرؤية المملكة؛ لتوطين ما نسبته خمسون في المئة من الصناعات العسكرية بحلول عام 2030. وتتميز سفن المشروع بأحدث الأنظمة القتالية للتعامل مع التهديدات الجوية كافة، السطحية وتحت السطحية، وتعد الأحدث من طرازها في العالم، حيث ستزود بأول نظام سعودي لإدارة القتال البحري تحت اسم "حزم" الذي سيسهم في توطين الصناعات العسكرية عبر نقل التقنية ورعاية المواهب الوطنية من خلال برامج التدريب على رأس العمل. ويتضمن "مشروع السروات"، مراحل إعداد طويلة، أبرزها تدريب طواقم السفن تدريبًا أكاديميًا وفنيًا عاليًا، بالإضافة إلى التطبيق العملي على محاكيات تدريبية متطورة، والتدريب العملياتي بالبحر، كما يتضمن المشروع الخدمات اللوجستية والدعم الفني والإمدادي اللاحق طويل الأجل، وتوريد معامل الاختبار الأرضي، ومعدات وأنظمة للقاعدة البحرية لصيانة السفن واستمرارية تأهيل طواقمها. يُذكر أن "سفينة جلالة الملك الدرعية"، ثاني سفن مشروع السروات، التي دُشّنت في يوليو الماضي، ستصل إلى المملكة مطلع العام القادم 2023م، بعد إكمال البرنامج التدريبي في إسبانيا. كما سيتم دمج الأنظمة القتالية، وتدشين السفينتين الرابعة والخامسة "سفينة جلالة الملك جازان" و"سفينة جلالة الملك عنيزة"، في 2023م في المملكة العربية السعودية، بإشراف مهندسين سعوديين تلقّوا تدريباتهم في مملكة إسبانيا. -