لا يزال أسطورة كوريا الجنوبية سون هيونج-مين بدون أي حصيلة من الأهداف في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، لكنه ركض كثيرا ليضمن وصول فريقه إلى دور الستة عشر بطريقة مثيرة. ورفض المنتخب الآسيوي قبول فكرة انتهاء حلمه في كأس العالم ببساطة، وكان سون قائد الفريق من جسّد قوة الكوريين التي لا هوادة فيها مؤكدا على مبدأ نكران الذات. وبعد يوم من قيام اليابان بتحديد إيقاع المنافسات خلال الانتصار على إسبانيا 2 - 1 في مباراتها الأخيرة لتصل إلى مراحل خروج المغلوب في أمسية من الإثارة المحيرة للعقل، ضمن سون لمشجعي كوريا الجنوبية بدء احتفالاتهم الخاصة على استاد المدينة التعليمية. ولعب مهاجم توتنهام هوتسبير البالغ من العمر 30 عاما، والذي سجل 35 هدفا لمنتخب بلاده ويعد معشوق الجماهير الكورية التي ترتدي القميص الخاص به بكل فخر، البطولة بأكملها مرتديا قناعا أسود اللون لحماية وجهه عقب إصابته بكسر في عظمة الوجنة. ومع اقتراب المباراة من نهايتها والتعادل 1-1 هو المسيطر على الموقف ومع مرور دقيقة واحدة على بداية الوقت المحتسب بدل الضائع، بدا أن مشاركة كوريا الجنوبية وسون في كأس العالم على وشك أن تنتهي بحسرة حيث راوغهم الانتصار الذين كانوا بحاجة إليه ولم يتحقق حتى وقتها. ولكن كما يفعل كثيرا مع ناديه، حيث تقاسم مع محمد صلاح لاعب ليفربول جائزة الحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد قدم سون شيئا مميزا عندما كان الأمر يتطلب ذلك. وبعد ركلة ركنية للمنتخب البرتغالي، تم إبعاد الكرة ليجد القائد سون نفسه فجأة في مساحة خالية كبيرة على العشب الأخضر. وانطلق سون بأقصى سرعته نحو مرمى البرتغال، وعندما بدا أن الدفاع المنافس قد أوقفه، تجلى ذكاء سون في إرسال تمريرة مثالية للبديل هوانج هي تشان الذي أسكنها في شباك ديوجو كوستا بهدوء. وأدت النتيجة لقفز كوريا الجنوبية من قاع المجموعة إلى المركز الثاني، فوق أوروجواي التي تغلبت على غانا 2 - صفر لكنها أنهت في المركز الثالث بفضل تسجيلها لأهداف أقل من كوريا الجنوبية. وبدا الكوريون، الذين تأخروا في النتيجة في وقت مبكر من المباراة عبر هدف ريكاردو هورتا ولكنهم تعادلوا من خلال كيم يونج-جوون، في حالة انهاك في بعض الأحيان في الشوط الثاني. لكن سون ضرب مثلا يحتذى به كقائد للفريق، حيث استدعى روح 2002 عندما وصلت كوريا الجنوبية إلى قبل نهائي كأس العالم على أرضها، بعد أن تغلبت أيضا على البرتغال لتعبر دور المجموعات. وفي بعض الأحيان، بدا أن المهاجم الشهير يحاول بكل ما أوتي من قوة في ظل سعيه المستميت لشق طريقه عبر دفاع البرتغال ولم يكن يسعى لتقديم أي هدايا لأحد. في الوقت الذي كانت فيه كوريا الجنوبية تسعى وراء الهدف الذي سيقودها إلى مواجهة البرازيل في دور 16، بدا سون مستعدا للتسجيل من فرصة واحدة بيمينه لكن تسديدته أبعدها أنطونيو سيلفا ببراعة. ومع ذلك، لم يمنع القدر سون من لعب دور رئيسي في الانتصار وأظهر مرة أخرى سبب كونه أفضل لاعب آسيوي سبع مرات حيث دفعت روحه الوثابة التي لا تعرف الانكسار كوريا الجنوبية نحو مراحل خروج المغلوب للمرة الثالثة فقط في 11 مشاركة بالنهائيات.