أبرزت البروفيسورة الدكتورة سلوى الهزاع الدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، وفي استثمار التحولات الرقمية لبيان هذا التشخيص، والقضاء على ظاهرة الانتظار الطويل للمرضى من أجل الفحص بالمستشفيات العامة، كما تحدثت عن جملة من التحديات التي واجهتها في دراستها، وفي تخصصها الطبي الخاص بجراحة العيون، مشيرة إلى أكبر تحدّ واجهها بعد ذلك وهو استقالتها من مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد 35 عاما، وتوجهها للعمل الطبي الخاص، والعمل الإنساني. جاء ذلك خلال لقاء:" سدم .. وقصص نجاح" الذي نظمه صالون( أفق)الثقافي بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مساء أمس الثلاثاء 29 نوفمبر الجاري وأدارته أ. أفنان الخضر، وذلك ضمن البرنامج الثقافي للمكتبة للعام 2022م وتحدثت الدكتورة سلوى الهزاع عن بداياتها في الدراسة ولماذا اختارت الطب، وجراحة العيون بالقول "في هذه الأيام قبل ثلاثين عاما، لما تخرجنا كان الاختيار إما أن نكون مدرسة أو طبيبة.. منذ صغري وأنا أريد أن أمثل بلدي، قال لي والدي : لابد أن تكسبي ثقة الناس، فدخلت الطب رغبة للوالد، أكثر من 35 سنة، فعلا مثلت بلدي خاصة في وقت الأزمات، وكانت هناك ثقة.. الوالد كان صادقا، وليس هناك أحسن من ثقة الناس، وهذا ما اكتسبته.. لو دار بي الزمن رغم كل المجالات التي أصبحت مفتوحة، لاخترت الطب". طب العيون هو الذي اختارني وأضافت الدكتورة سلوى الهزاع: حين تخرجت في كلية الطب كنت قدمت على أمريكا وقبلت، في أرقى الجامعات. لكن الدولة لا ترسم السيدة لا تبتعث، من الضروري أن يكون هناك الأب أو الأخ أو الزوج، الشابات اليوم عندهن فرصة لم تكن موجودة لدينا، وقال لي معظم أفراد العائلة: " لا تفكري بالسفر للخارج " ، وكان من الممكن أن أستسلم، لكن قالوا لي: هناك الرياض فقط، في منتصف الثمانينات ولا يوجد أي برنامج يمكن الشغل فيه. وأضافت "لما كنت طالبة طب ما كنت أحب العيون، لكن عندما درت بجميع البرامج ، وجدت برنامج طب وجراحة العيون، فدخلت هذا القسم،و طب وجراحة العيون هو الذي اختارني". وأكدت الدكتورة سلوى الهزاع على أن الإنسان لا يجب أن يتسلم، و أقول للشابات: الإنسان لابد أن يلتزم بالتحديات، والآن لو تسألينني أقول لك سبحان الله لن أختار شيئا غير طب وجراحة العيون، لقد دخلت طب وجراحة العيون وهذا من أحسن الخيارات التي حدثت. وأضافت د. سلوى الهزاع، الوالد كان أمامه تحد هو نفسه، كان مصرا على الابتعاث، واختير للابتعاث لأمريكا، ورفضت العائلة أولا، وقيل له كيف تدرس بأمريكا؟ هل تعرف القراءة والكتابة جيدا، لكنه كان مصرا للسفر للخارج. كنا خمس بنات ، الوالد أخذها تحدي وقفزة وأصر أن البنات يكونوا معه، والوالدة والدها من كبار القضاة في بريدة، وكان رافضا، لكن رحنا كلنا إلى أمريكا، وقرر الوالد أن يكمل الدكتوراه، ثم كبرنا أنا وإخواتي، فقرر الرجوع إلى الرياض. وقالت الدكتورة سلوى الهزاع "دائما الإنسان عندما يغلق باب أمامه، لابد أن يأخذه نوعا من التحدي الإيجابي، وقد ربى الوالد فينا الوطنية، وزرع فينا موضوع تمثيل الوطن". ضغوط إيجابية وعن أبرز التحديات التي واجهتها ، قالت : إن التحديات كثيرة أكتب فيها مجلدات، أسمّي التحديات ضغوطا إيجابية وضغوطا سلبية، وأنا أدرس طالباتي أن يواجهن الضغوط الإيجابية، أكبر تحدي مر علي عندما قررت أن أستقيل من مستشفى الملك فيصل التخصصي، وهو أكبر مستشفى في الشرق الأوسط، ومن أكبر منصب: رئيس واستشاري قسم جراحة العيون. نعرف أن هناك مراحل كي يدخل المريض إلى المستشفى التخصصي، أريد أن يكون عندي القابلية لكي أفيد المريض. قدمت استقالتي في العام 2018 وبعدها عملت الماجستير في كاليفورنيا في مجال الذكاء الاصطناعي، في تخصص آخر. فهو شيء لابد أن أتعرف عليه، ولم يكن أحد يعرفه، لكن كوفيد 19 هو الذي فتح مجال التعرف على الذكاء الاصطناعي. وأخذت أفكر لم لا أستخدم الذكاء الاصطناعي للمريض الذي لا يأتي للمستشفى. ركزنا على (السكري) وكان ودي أن أصل لكل مريض في المناطق النائية الذي لا يستطيع أن يصل إلى المستشفى التخصصي. أن تتركي منظومة مستشفى الملك فيصل بعد 35 عاما، وهي بيتي الثاني وعائلتي الكبيرة كان من أكبر التحديات. لكن هذا لا يأتي مثل تحدي الوالد الذي ذهب إلى أمريكا في أواخر ستينيات القرن العشرين، ويأخذ معه زوجة 18 سنة وخمس بنات، وهو أكبر تحدي. واختتمت د. سلوى الهزاع حديثها حول مرض السكري ولفتت إلى أن في المملكة هناك 76% لا يتم فحصهم، ومرض (السكري) أكبر مرض يتسارع بالنمو ويؤثر على الاقتصاد والحياة. ورأت أن الحل في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بدلا من أن ينتظر المريض 10 أشهر وطوابير، يمكن أن يتم التصوير والمريض وهو في غرفة الفحص خلال دقيقة يأتيه التشخيص الدقيق. بكاميرا وفني . ويبين كل شيء يتعلق بمرض( السكري) وهل يؤثر على الرؤية على المدى الطويل أو القصير؟ عبر الفاحص الذكي. وفي نهاية اللقاء أجابت الدكتورة على عدد من الأسئلة الطبية من جانب الحضور والمتابعين، وقدمت الشكر والتقدير لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة وما تقوم به من تفاعل ثقافي ومعرفي ونشاط متميز في إيصال المعرفة للمجتمع. الجدير بالذكر أن البروفيسورة الدكتورة سلوى عبدالله فهد الهزاع هي المؤسس والرئيس التنفيذي ل (سدم) ( SDM ) وكبير استشاريي طب وجراحة العيون، والعضوة السابقة بمجلس الشورى.