من منظور سياسات اجتماعية رياضية، وبحكم تخصصي الدقيق في صورة البراند واثر الأحداث الرياضية على الوجهات، استعرض في هذه هذه المقالة قراءة لصدى اثر الفوز السعودي التاريخي خليجياً، اقليمياً، قارياً، ودولياً. خليجياً، رأينا تكاتف وترابط خليجي شعبي غير مستغرب في دعم المنتخب على كل المستويات من قادة دول الى شعوب وسكان محليين، وهذا اعاد الوحدة الخليجية التي لطالما كانت السعودية تسعى لها في سياساتها وفي حكمة ردود افعالها تجاه السياسات والقضايا الخليجية. اقليمياً، وتحديداً عربياً، راينا فديوهات لردود افعال الجماهير العربية المتعطشة للإنجاز والفخر العربي من كل الدول العربية، وهذا الانتصار فلترة للشوائب والحملات الاعلامية ضد السعودية للسنوات الأخيرة لتقليل مكانتها الاقليمية والعربية، لتؤكد على حكمة قيادتها وروح الشباب لديها ورغبتها بالارتقاء بالمنطقة والعالم العربي ككل، كما قال سمو ولي العهد. يمكن كذلك تعلم من هذه الوحده العربية الجميلة في دعم المنتخب، إن القضايا العربية ليست بذلك التعقيد الذي دائماً ما نعتقده ويمكن حل قضايا العرب عبر أم العرب السعودية، والتي كما رأينا في كل العواصم العربية دعم ورغبة في مزيد من الإنجاز والازدهار لها. قارياً، وبشكل مفاجئ، رأينا دول شرق اسيا والاتحادات الرياضية والصحافة الآسيوية تدعم السعودية بشكل كبير، وتحديداً الصحافة والجمهور الصيني، بناء سمعة للكرة السعودية في هذا السوق المهم جداً والجديد نسبياً لكرة القدم، يفتح فرص كثيرة للتعاون من وزارة الرياضة والسياحة. 1- سوق سياحي مهم جداً يمكن ان يسهم بشكل كبير في تحقيق المستهدف للسياح الخارجيين كما تشير الرؤية. 2- تعاون رياضي بين الدولتين، وقد يشمل تسويق لاعبيين ومدربين سعوديين في الصين، جلب مواهب صينية للانضمام لاكاديميات الاندية السعودية. 3- والأهم، هو مغازلة للمستثمرين الصينيين للإستثمار في الأندية السعودية والتي يتوقع ان تبدأ خصخصتها خلال السنتين القادمة. دولياً، ومن خلال أهم منصة عالمية يتابعها نص سكان الأرض "فيفا"، وبلغة يستطيع الكل فهمها: لغة كرة القدم، رسالة واضحة جداً ارسلت للعالم والشعوب، وأجبرت الصحافة والنقاد وغيرهم باحترام هذه الرسالة وفحواها: "هذه الدولة تنعم بقيادة وشعب متماسك والكل يعمل بشكل دؤوب على كافة الأصعدة لإنجاح وتطور هذه البلاد، والأداء الرياضي المشرف هو نتيجة ومؤشر لتغيير سياسي، اجتماعي، اقتصادي، رياضي، تقني نقوم به آخر خمس سنوات، تُرجم لكم باظهار هذه البلاد بالمكانة التي تناسبها وتسعى لها في محفل عالمي مهم ككأس العالم، وهذه البلاد مكانها القمة ولن تقبل إلا بها. أخيراً الشكر للاخوة المستضيفين في قطر على التنظيم المبهر المشرف واضفاء الهوية العربية الإسلامية على شخصية البطولة، ولابطال السعودية على هذا الفوز الذي سيساهم في تغيير صورة الوجهة وايصال الرسالة الصحيحة عن السعودية وطموحاتها التي، بلغة البراند، هي تضع جبال طويق رمزاً لها، والجبال شواهق. *باحث في الأحداث الرياضية الدولية